الجمعة، ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٧

استخدام الأمينوجليكوزيدات مرة واحدة يومياً

الأمينوجليكوزيدات تم تطويرها أساساً لكي يتم استخدامها مرات متعددة يومياً. فالجرعات اليومية المتعددة تستخدم لحفظ تركيزات الدواء في الدم أعلى من أقل تركيز مثبط للبكتيريا الحساسة في معظم فترات اليوم.
إن الفترة من الوقت التي يكون فيها تركيز المضاد الحيوي أعلى من أقل تركيز مثبط تكون مهمة جداً لفاعلية الدواء داخل الجسم ، و هي تكون أكثر أهمية للبيتالاكتامات و المضادات الحيوية الآخرى التي تسبب قتل معتمد على الوقت ــ بمعنى أن الفاعلية ضد البكتيريا تكون مرتبطة مباشرةً بالوقت الذي فيه تركيز الدواء أعلى من أقل تركيز مثبط و تصبح غير معتمدة على التركيز بمجرد أن يتم تجاوز أقل تركيز مثبط.
بينما أن الأمينوجليكوزيدات ، على الجانب الآخر ، لديها قتل معتمد على التركيز ــ بمعنى زيادة التركيزات يقتل كميات متزايدة من البكتيريا و بمعدل أسرع. و بالإضافة إلى ذلك ، الأمينوجليكوزيدات لديها تأثير بعدي كبير : الفاعلية ضد البكتيريا تظل حتى بعد الوقت الذي يكون فيه الدواء ، الذي يمكن قياسه ، موجوداً في الدم. التأثير البعدي للأمينوجليكوزيدات يكون كبيراً و يمكن أن يصل إلى عدة ساعات.
و بسبب هذه الخصائص ، فإن كمية كلية من الأمينوجليكوزيد يمكن أن تكون لديها قابلية أفضل لو أُعطيت كجرعة واحدة كبيرة من اعطائها كجرعات متعددة صغيرة.
أن سمية الأمينوجليكوزيدات تعتمد على كل من الوقت و التركيز. السمية لا يُحتمل أن تحدث حتى تصل إلى تركيز بادئ محدد ، و لكن بمجرد الوصول إليه ، الوقت فوق ذلك التركيز البادئ يصبح مهماً. هذا التركيز البادئ غير مُعرف بدقة ، و لكن عندما يكون قاع التركيز أعلى من 2 مليجرام/مل يمكن توقع حدوث التسمم. و عندما تكون الجرعات العلاجية متناسبة ، الوقت فوق هذا التركيز البادئ سيكون أكبر مع الجرعات الصغيرة المتعددة من الجرعة الكبيرة الواحدة.
و بالمثل ، في النماذج الحيوانية من تسمم الأذن و الكلى الأمينوجليكوزيدي ، فإن أنظمة العلاج بجرعة واحدة يومياً تكون أقل سمية من أنظمة العلاج بجرعات متعددة لنفس الكمية من الدواء.
العديد من الدراسات الطبية تظهر أن جرعة واحدة من الأمينوجليكوزيد تكون فعالة مثل الجرعات المتعددة و لا تكون أكثر ( و عادة ما تكون أقل ) سمية. و لذلك ، العديد من السلطات الطبية تنصح الآن ان تُستخدم الأمينوجليكوزيدات مرة واحدة يومياً في معظم الحالات العلاجية.
أن دور استخدام الأمينوجليكوزيدات مرة واحدة يومياً في علاج مشترك لإلتهاب القلب الداخلي الذي تسببه الإنتيروكوكاي ، الستربتوكوكاي و الستافيلوكوكاي لا يزال غير مُعرف ، و لكن توجد دراسة وجدت أن تركيبة من السفترياكسون و نيتيلميسين ، كل منهما يُؤخذ كجرعة واحدة يومياً ، كانت فعالة لإلتهاب غشاء القلب الداخلي الذي تسببه فيريدنس ستربتوكوكاي.
إن الاستخدام مرة واحدة يومياً له أيضاً العديد من المميزات العملية. فلا يوجد حاجة للحصول على تركيزات الدواء في الدم مالم تكون هناك نية لاستعمال الأمينوجليكوزيد لأكثر من 4 أو 5 أيام.
إن أكثر مشكلة انتشاراً بالنسبة لاستعمال الأمينوجليكوزيد هي عندما تكون التركيزات في الدم اقل من المطلوب علاجياً و هذا يرجع إلى تقليل الجرعة من قِبَلّ المريض بسبب الخوف من التسمم. و قد تم التغلب على هذه المشكلة.
إعطاء الدواء مرة واحدة يومياًً بدلاً من ثلاث مرات لا يتطلب وقت كبير للتمريض. فاستعمال الدواء مرة واحدة يومياً يعكي الفرصة للمريض للتداوي خارج المستشفى.
إن الاستعمال مرة واحدة يومياً لا يعفي من المسؤولية للمراقبة الحريصة و ضبط الاستعمال لتقليل السمية. فإن اختيار الجرعة المناسبة يكون مهم عملياً لو كان هناك ضعف في وظائف الكلى. فجرعة 5 مجم/كجم من الجنتاميسين ( أو 15 مجم/كجم من الأميكاسين ) تُعطي لمريض إفراز الكرياتينين عنده اقل من 30 مل/دقيقة يمكن أن ينتج عنها تركيزات اعلى من 5 مليجرام لأكثر من 24 ساعة ، و تكرار الخطأ يمكن أن يكون فادحاً. وظائف الكلى سريعة التغيير ، التي يمكن أن تحدث مع الفشل الكلوي الحاد في المريض المصاب بصدمة تلوث ، يجب عليه أن يتجنب الجرعات الزائدة.
و عند تجنب هذه الأخطاء السالفة الذكر يصبح استخدام الأمينوجليكوزيدات مرة واحدة يومياً آمناً و فعالاً.
إذا كان إفراز الكرياتينين 100 مل/دقيقة ، يُعطى الجنتاميسين 5 مجم/كجم في الجرعة ( 15 مجم/كجم من الأميكاسين ) على 30~60 دقيقة. إذا كان إفراز الكرياتينين 80 مل/دقيقة ، تكون الجرعة 4 مجم/كجم ( 12 مجم/كجم من الأميكاسين ) ؛ و إذا كان 50 مل/دقيقة ، تكون الجرعة 3 مجم/كجم ( 9 مجم/كجم من الأميكاسين ).
إذا كان إفراز الكرياتينين أقل من 50 مل/دقيقة ، فيُعطى جرعة التحميل المثالية من الجنتاميسين 2 مجم/كجم و الجرعات التالية تُضبط كما يحدث في الحالات العادية. يوجد حاجة لفحص تركيزات الدواء في الدم حتى اليوم الثالث أو الخامس من العلاج اعتماداً على ثبات وظيفة الكلى و المدة المتوقعة من العلاج.
لا يوجد ضرورة لفحص قمة التركيزات : لإنها ستكون عالية. الغرض من استعمال الدواء هو أن التركيزات أقل من 1 مليجرام/مل تكون موجودة بين 18~24 ساعة بعد تناول الجرعة. و هذا يعطي مدة كافية من الوقت لإزالة الدواء قبل إعطاء الجرعة التالية. و هذا يمكن تحديده بسهولة شديدة و ذلك عن طريق أما قياس تركيزات الدواء في الدم عن طريق عينات مأخوذة بعد ساعتين و بعد 12 ساعة من الجرعة و بعد ذلك يتم ضبط الجرعة اعتماداً على الإفراز الحقيقي للدواء من الجسم أو قياس التركيز في عينة مأخوذة بعد 8 ساعات من الجرعة.
إذا كان التركيز بعد 8 ساعات بين 1,5 و 6 مليجرام/مل ، فسيكون قاع التركيز المُراد قد تحقق بعد 18 ساعة.

الاثنين، ٢٢ أكتوبر ٢٠٠٧

سبكتينوميسين


السبكتينوميسين هو مضاد حيوي أمينوسيكليتولي قريب تركيبياً من الأمينوجليكوزيدات. يفتقد إلى السكريات الأمينية و الروابط الجليكوزيدية. يُحضر في صورة داهيدروكوريد بنتاهيدرات للحقن العضلي.
و على الرغم من فاعليته في التجارب المعملية خارج الجسم ضد العديد من الكائنات موجبة و سالبة الجرام ، السبكتينوميسين يُحصر استخدامه تقريباً كعلاج بديل للسيلان للمرضى الذين لديهم حساسية من البنيسيلين عندما تكون الجونوكوكاي مقاومة للأدوية الآخرى.
الأغلبية الساحقة من العينات الجونوكوكية المعزولة تُثبط بـ 6 مليجرام/مل من السبكتينوميسين. بعض السلالات الجونوكوكية يمكن أن تكون مقاومة للسبكتينوميسين ، و لكن لا يوجد مقاومة متداخلة مع أدوية آخرى تستخدم لعلاج السيلان. السبكتينوميسين يُمتص بسرعة بعد الحقن العضلي. جرعة واحدة من 2 جرام ( 40 مجم/كجم ) تُعطى. يوجد ألم في موضع الحقن و حمى و غثيان من حين لآخر.
تسمم الكلى و فقر الدم نادراً ما يتم ملاحظتهما.

الكاناميسين و النيوميسين



هذه الأدوية متقاربة جداً. الباروموميسين عضو أيضاً في هذه المجموعة. كلهم لديهم نفس الخواص.

الفاعلية ضد البكتيريا و المقاومة :

أدوية مجموعة النيوميسين فعالة ضد البكتيريا موجبة و سالبة الجرام و بعض الميوكوبكتيريا. السودومونس و الستربتوكوكاي تكون مقاومة عموماً. آليات الفاعلية ضد البكتيريا و المقاومة هي نفسها الخاصة بالأمينوجليكوزيدات الآخرى. الاستخدام على نطاق واسع لهذه الأدوية في مستحضرات الأمعاء للجراحة الإنتخابية آدى إلى إنتخاب كائنات مقاومة و إلى تفشي الإلتهاب المعوي القولوني في المستشفيات. يوجد مقاومة متداخلة كاملة بين الكاناميسين والنيوميسين.

حركية الدواء :

أدوية مجموعة النيوميسين لا تُمتص بصورة كبيرة في القناة الهضمية. فبعد الاستعمال الفمي ، يتم إضعاف أو تغيير فلورا الأمعاء و يخرج الدواء في البراز. إخراج أي دواء مُمتص يتم بصورة أساسية من خلال الترشيح الكبيبي إلى البول.

الاستخدامات الطبية :

النيوميسين عالي السمية عند الحقن. و مع ظهور أمينوجليكوزيدات أكثر فاعلية و أقل سمية ، تم هَجر الاستخدام الحقني للكاناميسين أيضاً. تم حصر استخدام النيوميسين و الكاناميسين في الاستعمال الظاهري و الفمي فقط.

أ - الاستعمال الظاهري : المحاليل التي تحتوي على 1~5 مجم/مل تُستخدم على الأسطح المصابة أو تُحقن في المفاصل ، التجويف البلوري ، فراغات الأنسجة أو تجويفات الدمامل حيث توجد العدوى. الكمية الكلية من الدواء المُعطى بهذه الطريقة يجد أن تُحدد بـ 15 مجم/كجم/يوم لأنه عندما يُعطى بجرعات أعلى يمكن أن تُمتص كمية دواء كافية لإحداث سمية رئيسية.
لا يزال هناك تساؤل إذا كان الاستعمال الظاهري مفيداً بجانب العلاج الرئيسي المناسب. المراهم ، المكونة عادةً من نيوميسين - بوليميكسين - باسيتراسين ، تُستعمل على جروح الجلد الملوثة أو في منخريّ الأنف لإضعاف الستافيلوكوكاي ؛ هذه المراهم لا تكون فعالة بصورة كبيرة.

ب - الاستعمال الفمي : في مستحضرات جراحة الأمعاء الإنتخابية ، 1 جرام من النيوميسين يُعطى بالفم كل 6~8 ساعات لمدة 1~2 يوم ، عادةً ما يكون مركب مع 1 جرام من قاعدة إريثروميسين. هذا يقلل من فلورا الأمعاء الهوائية مع تأثير قليل على اللاهوائيات.
في حالة الغيبوبة الكبدية ، الفلورا الكاليفورمية يمكن إضعافها لمدة طويلة بإعطاء 1 جرام كل 6~8 ساعات مع التقليل من تناول البروتينات لتقليل الأمونيا التي يمكن أن تسبب تسمم. استخدام النيوميسين في حالة الغيبوبة الكبدية تم استبداله بصورة كاملة تقريباً باللاكتيولوز الأقل سمية.
الباروموميسين ، 1 جرام كل 6 ساعات بالفم لمدة اسبوعين ، فعال في حالة داء المتمورات الأمعائي.

الأعراض الجانبية :

كل أعضاء مجموعة النيوميسين تسبب سمية كلوية و سمعية بصورةكبيرة. وظيفة السمع تتأثر أكثر من وظيفة الدهليز ، خصوصاً في البالغين ذوي وظائف الكلى الضعيفة أو عند إرتفاع مستويات الدواء لمدة طويلة.
الإمتصاص المفاجئ للكاناميسين المُقَطَرّ بعد إجراء عملية من التجويف البروتوني ينتج عنه إغلاق عصبي عضلي مشابه لذلك الذي يُحدثه الكيورار و ينتج عنه أيضاً توقف التنفس. يمكن استخدام جلوكونات الكالسيوم و النيوستجمين كترياق لعلاج هذه الحالة.
على الرغم من أن فرط الحساسية غير شائعة ، إلا أن الاستخدام الطويل للمراهم التي تحتوي على النيوميسين على الجلد و العينين ينتج عنه تفاعلات حساسية شديدة.

الأحد، ٧ أكتوبر ٢٠٠٧

النيتيلميسين


هذا الأمينوجليكوزيد أصبح متاحاً في الولايات المتحدة عام 1983. و هو يشارك العديد من خواصه مع الجنتاميسين و التوبراميسين. و لكن إضافة مجموعة إيثيل للموقع 1-أمينو من حلقة 2-ديوكسي ستربتوميسين ( الحلقة 2 ) تحمي جزئ النيتيلميسين فراغياً من التحلل الإنزيمي عند الموقعين 3-أمينو ( الحلقة 2 ) و 2-هيدروكسيل ( الحلقة 3 ).
و نتيجة لذلك ، النيتيلميسين يمكن أن لا يُعطل بالعديد من البكتيريا المقاومة للجنتاميسين و التوبراميسين.
الجرعة ( 5~7 مجم/كجم/يوم ) و طرق التعاطي هي نفس طرق الجنتاميسين. و هو بديل بصورة كاملة لكل من الجنتاميسين و التوبراميسين و لديه نفس السميات الخاصة بهم.

الأميكاسين


الأميكاسين هو مشتق شبة مخلق من الكاناميسين ؛ و هو أقل سمية من أصله. و هو مقاوم للعديد من الإنزيمات التي تعطل الجنتاميسين و التوبراميسين. و لذلك يمكن استعماله ضد العديد من الكائنات الدقيقة التي تقاوم هذه الأدوية. فالعديد من البكتيريا الداخلية سالبة الجرام ، متضمنة العديد من سلالات البروتس ، السودومونس ، الإنتيروبكتر و السيراشيا ، يُثبطوا بـ 1~20 مليجرام/مل من الأميكاسين في الإختبارات المعملية خارج الجسم. بعد حقن 500 مجم من الأميكاسين كل 12 ساعة ( 15 مجم/كجم/يوم ) عضلياً ، أعلى مستويات في الدم تبلغ 10~30 مليجرام/مل.
سلالات ميوكوبكتيريم تيوبركلوزيز التي تقاوم العديد من الأدوية ، متضمنة السلالات التي تقاوم الستربتوميسين ، تكون عادةً حساسة للأميكاسين. السلالات المقاومة للكاناميسين يمكن أن يكون لها مقاومة متداخلة ضد الأميكاسين.
إن جرعة الأميكاسين لعلاج السل 7,5~15 مجم/كجم/يوم مرة واحدة يومياً أو إثنين إلى ثلاثة حقن اسبوعياً ، و دائماً بالإشتراك مع أدوية آخرى فعالة ضد البكتيريا الموجودة في العينة المعزولة.
و مثل كل الأمينوجليكوزيدات ، الأميكاسين مسمم للكلي و الأذن ( خصوصاً الجزء السمعي من العصب الثامن ). تركيزاته في الدم يجب مراقبتها. أعلى تركيزات في الدم المرجو تحقيقها عند تعاطي الدواء كل 12 ساعة هي 20~40 مليجرام/مل ، و يجب حفظ أقل التركيزات أقل من 2 مليجرام/مل.

التوبراميسين


هذا الأمينوجليكوزيد يملك مجال مضاد للبكتيريا يماثل ذلك الخاص بالجنتاميسين. و على الرغم من وجود مقاومة متداخلة بين الجنتاميسين و التوبراميسين ، إلا إنها غير متوقع وجودها في السلالات على المستوى الفردي ؛ بمعنى إن وجود مقاومة متداخلة لا يعني أن السلالة المقاومة للجنتاميسين ستكون مقاومة للتوبراميسين بالضرورة. و لذلك فإن إختبارات الحساسية المعملية المنفصلة ضروروية.
إن خواص حركية التوبراميسين مطابقة نظرياً لخواص حركية الجنتاميسين. الجرعة اليومية للتوبراميسين 5~6 مجم/كجم بالحقن العضلي أو الوريدي ، مقسمة على ثلاثة كميات متساوية و تُعطى كل 8 ساعات. مراقبة مستويات الدواء في الدم مرشد جيد لتحديد الجرعات في حالة ضعف وظائف الكلى.
التوبراميسين لديه تقريباً نفس المجال المضاد للبكتيريا الخاص بالجنتاميسين مع استثناءات قليلة. فالجنتاميسين يكون أكثر فاعلية قليلاً ضد السيراشيا ، بينما التوبراميسين أكثر فاعلية قليلاً ضد السودومونس ؛ الإنتيروكوكس فيكاليس حساسة لكل من الجنتاميسين و التوبراميسين ، و لكن إ فيشيّم مقاومة للتوبراميسين. الجنتاميسين و التوبراميسين يمكن أن يكون كلاً منهما بديلاً للآخر بصورة كاملة. و لكن الجنتاميسين آرخص بكثير ، و لذلك يكون هو المفضل.
و مثل كل الأمينوجليكوزيدات ، التوبراميسين مسمم للأذن و الكلى. تسمم الكلى الذي يسببه التوبراميسين يكون أخف من الذي يسببه الجنتاميسين ، و لكن الفرق بين التسممين ليس كبيراً ، فهو تسمم في النهاية.

الخميس، ٤ أكتوبر ٢٠٠٧

الجنتاميسين

الجنتاميسين هو أمينوجليكوزيد تم عزله من ميكرومونوسبورا بوربوريا. و هو فعال ضد كل من الكائنات موجبة و سالبة الجرام ، و العديد من خواصه تماثل خواص الأمينوجليكوزيدات الآخرى. السيسوميسين مماثل جداً للمكوِّن سي 1أ الخاص بالجنتاميسين.

الفاعلية ضد الميكروبات :

كبريتات الجنتاميسين ، 2~10 مليجرام/مل ، تثبط العديد من سلالات الستافيلوكوكاي و الكاليفورمات و البكتيريا سالبة الجرام الآخرى في الإختبارات المعملية. و هو فعال بمفرده ، و لكنه يكون رفيق مؤازر مع المضادات الحيوية البيتالاكتامية ، ضد السودومونس ، البروتس ، الإنتيروبكتر ، الكليبسيلا ، السيراشيا ، ستينوتروفومونس و العصويات سالبة الجرام الآخرى التي يمكن أن تكون مقاومة للعديد من المضادات الحيوية الآخرى. و مثله مثل كل الأمينوجليكوزيدات ، لا يملك الجنتاميسين فاعلية ضد اللاهوائيات.

المقاومة :

الستربتوكوكاي و الإنتيروكوكاي مقاومتان نسبياً ضد الجنتاميسين و ذلك يرجع إلى فشل الدواء في إختراق الخلية. و لكن الجنتاميسين بالإشتراك مع الفانكومايسين أو البنيسيلين يعطي تأثير فعال قاتل للبكتيريا الذي يرجع جزئياً إلى الإختراق المُحسن للدواء الذي يحدث مع تثبيط تخليق الجدار الخلوي.
المقاومة ضد الجنتاميسين تظهر سريعاً في الستافيلوكوكاي بسبب إنتقاء طفرات تمنع إختراقه. نادراً ما يكون هناك مقاومة ريبوسومية.
المقاومة التي تظهر من البكتيريا سالبة الجرام ترجع في معظم الحالات إلى إنزيمات مشفرة ببلازميد مُحَوِّرة للأمينوجليكوزيدات.
البكتيريا موجبة الجرام المقاومة للجنتاميسين تكون حساسة للأميكاسين الذي يكون مقاوم للإنزيمات المُحوَّرة.
الإنزيم الإنتيروكوكي الذي يُحَوِّر الجنتاميسين إنزيم ثنائي الوظيفة يحور أيضاً الأميكاسين ، نيتيلميسين و التوبراميسين ، و لكن لا يحور الستربتوميسين ؛ الأخير يُحَوَّر بواسطة إنزيم مختلف. و هذا يفسر سبب حساسية بعض الإنتيروكوكاي المقاومة للجنتاميسين للستربتوميسين.

الاستخدامات الطبية :

أ - الحقن العضلي أو الوريدي : في الوقت الحاضر ، الجنتاميسين يستعمل أساساً في العدوى الخطيرة ( التلوث البكتيري ، ذات الرئة ) التي تسببها البكتيريا سالبة الجرام التي من المحتمل أن تكون مقاومة للأدوية الآخرى ، خصوصاً السودومونس ، الإنتيروبكتر ، السيراشيا ، البروتس ، الإنتيربكتر و الكليبسيلا.
المرضى الذين يعانون من هذه العدوى يكونوا عادةً ذوي مناعة ضعيفة ، و التأثير المشترك للأمينوجليكوزيد مع سيفالوسبورين أو بنيسيلين يمكن أن ينقذ حياة المريض. في مثل هذه الحالات ، 5~6 مجم/كجم/يوم من الجنتاميسين تعطي كما هو متعارف عليه بالوريد على ثلاثة جرعات متساوية. و لكن دراسات عديدة أكدت جرعة واحدة يومياً تكون فعالة و يمكن أن تكون أقل سمية.
الجنتاميسين يستعمل أيضاً بالتزامن مع البنيسيلين ج لإعطاء تأثير قاتل للبكتيريا في إلتهاب الغشاء الداخلي للقلب الذي تسببه فيريدنس ستربتوكوكاي و كذلك يستخدم بالإشتراك مع نافيسيلين في حالات معينة من إلتهاب الغشاء الداخلي للقلب الستافيلوكوكي.
لا يجب استخدام الجنتاميسين بمفرده لعلاج العدوى الستافيلوكوكية لإن المقاومة تتطور سريعاً. لا الجنتاميسين ولا أي أمينوجليكوزيد آخر يجب أن يستخدم بمفرده لعلاج ذات الرئة لإن إختراقهم لأنسجة الرئة المصابة ضعيف و الظروف الموضعية لإنخفاض الرقم الهيدروجيني و قلة ضغط الأكسجين تشارك في الفاعلية الضعيفة.
تركيزات الجنتاميسين في الدم و كذلك وظائف الكلي يجب أن تُراقب عندما يتم استعمال الجنتاميسين لأكثر من بضعة أيام أو عندما تتغير وظيفة الكلي ( على سبيل المثال في حالة التلوث البكتيري ، الذي يتضاعف عادةً بوجود فشل كلوي حاد ).
بالنسبة للمرضى الذين يستعملون الجنتاميسين كل 8 ساعات ، أعلى تركيزات مستهدفة في الدم 5~10 مليجرام/مل. التركيزات في مجرى الدم التي تتجاوز 2 مليجرام/مل تؤشر على تراكم الدواء و تكون مرتبطة بسمية ؛ في هذه الحالة ، يجب تخفيض الجرعة أو زيادة الفترات بين الجرعات لتحقيق المعدل المرجو.

ب - الاستعمال الظاهري : الكريمات ، المراهم و المحاليل التي تحتوي على 1,~3,% من كبريتات الجنتاميسين تم استخدامها لعلاج الحروق الملوثة ، الجروح أو الآفات الجلدية و لمنع حدوث عدوى القسطرة الوريدية.
الجنتاميسين الظاهري يُعطل جزئياً بإفرازات التقيحات. يمكن حقن عشرة مليجرامات تحت الملتحمة لعلاج عدوى العين.

ج - الحقن في الغمد : الإلتهاب السحائي الذي تسببه بكتيريا سالبة الجرام تم علاجه بحقن كبريتات الجنتاميسين في الغمد 1~10 مجم/يوم. و لكن لا الحقن الغمدي ولا البطيني كان مفيداً في حديثي الولادة المصابين بالإلتهاب السحائي ؛ و الحقن البطيني للجنتاميسين كان ساماً ، و ذلك يثير تساؤلات عن فائدة هذا النوع من العلاج . و علاوة على ذلك ، فإن وجود سيفالوسبورينات الجيل الثالث جعل هذا النوع من العلاج مهجوراً في معظم الحالات.

الآثار الجانبية :

تسمم الكلى يكون رجعياً و خفيفاً عادةً. و يحدث في 2~25% في المرضى الذين يستعملون الدواء لمدة أطول من 3~5 أيام. تسمم الكلي يتطلب ، في أقل الحدود ، ضبط الجرعات و يجب أعادة التفكير في ضرورة استعمال الجنتاميسين ، خصوصاً لو كان هناك دواء آخر بديل أقل سميةً. قياس مستويات الجنتاميسين في الدم يكون أساسياً.
تسمم الأذن ، الذي يميل إلى أن يكون غير رجعي ، يظهر بصورة أساسية كإختلال في وظيفة الدهليز ، ربما يرجع إلى تدمير خلايا الشعيرات بإرتفاع مستويات الدواء لفترة طويلة. فقدان السمع يمكن أن يحدث أيضاً.
1~5% من المرضي الذين يستعملون الدواء أكثر من 5 أيام يمكن أن يحدث لهم تسمم أذن. تفاعلات فرط الحساسية قليلة الحدوث.