الجمعة، ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٧

الستربتوميسين


الستربتوميسين تم عزله من سلالة ستربتوميسيس جريسيس بواسطة واكسمان و زملائه عام 1944.
فاعلية الستربتوميسين ضد الميكروبات مطابقة لتلك الخاصة بباقي الأمينوجليكوزيدات ، و كذلك آليات المقاومة تكون متطابقة. و لقد ظهرت المقاومة في العديد من الأجناس ، و هذا قلص بشدة الفائدة الحالية للستربتوميسين ، مع استثناءات ستأتي لاحقاً. المقاومة الريبوسومية للستربتوميسين تتطور بسرعة ، و هذا قلص دوره كدواء يستعمل بمفرده.

الاستعمالات الطبية :

أ- العدوى الميوكوبكتيرية : الستربتوميسين يستخدم أساساً كدواء ملجأ ثاني لعلاج السل. الجرعة هي 5,~1 جرام/يوم ( 7,5~15 جرام/يوم ) ، و تُعطى بالعضل أو بالوريد و يجب أن تستخدم فقط في تركيبات مع أدوية آخرى لمنع ظهور المقاومة.
ب - بقية الأمراض ماعدا السل : الطاعون ، التولاريميا و الحمى المالطية ، الستربتوميسين 1 جم/يوم ( 15 مجم/كجم/يوم للأطفال ) تعطى بالعضل بالإشتراك مع تتراسيكلين بالفم.
البنيسيلين زائد الستربتوميسين تركيبة فعالة لعلاج إلتهاب غشاء القلب الداخلي الذي تسببه إنتيروكوكاي و لعلاج نفس الإلتهاب الذي تسببه ستافيلوكوكس فيريدنس.
لقد حل الجنتاميسين محل الستربتوميسين بصورة كبيرة لهذه الأمراض. الستربتوميسين يظل دواء مفيد لعلاج العدوى الإنتيروكوكية و لكن 15% من العينات المعزولة من الإنتيروكوكاي مقاومة للجنتاميسين ( و كذلك النيتيلميسين ، توبراميسين و الأميكاسين ) ستكون حساسة للستربتوميسين.

الإعراض الجانبية :

حمى ، طفح جلدي و أعراض الحساسية الآخرى التي يمكن أن تنتج عن الحساسية المفرطة للستربتوميسين. و هذا يحدث أحياناً كثيرة عند الاستعمال الممتد للدواء ، سواء للمرضى الذين يستعملونه لفترات طويلة من العلاج ( مثل حالة السل ) أو أفراد المهن الطبية الذين يمسكون بالدواء.
علاج الحساسية يكون ناجحاً عادةً.
الآلم في موضع الحقن يكون شائعاً و لكنه ليس حاداً عادةً. إن السمية الأكثر خطورة هي اضطرابات وظيفة دهليز الأذن ، دوار و فقدان التوازن. إن شيوع حدوث و شدة هذا الإضطراب يتناسب طردياً مع عمر المريض ، مستويات الدواء في الدم و مدة الاستعمال.
خلل وظائف دهليز الأذن من الممكن أن يظهر بعد أسابيع قليلة من إرتفاع غير عادي في مستويات تركيز الدواء في الدم ( على سبيل المثال في الأفراد الذين لديهم ضعف في وظائف الكلى ) أو شهور من الإنخفاض النسبي في مستويات التركيز في الدم.
تسمم دهليز الأذن يميل إلى أنه غير رجعي. الستربتوميسين الذي يستعمل خلال الحمل من الممكن أن يسبب صمم في المولود و لذلك لا يوصى باستعماله نسبياً.

مقدمة الأمينوجليكوزيدات

الأمينوجليكوزيدات هي مجموعة من المضادات الحيوية القاتلة للبكتيريا تم الحصول عليها بصورة أساسية من العديد من أجناس الستربتوميسيس و تتشارك في الخواص الكيميائية ، الخواص المضادة للميكروبات ، الخواص السمية و الخواص الطبية.
هذه المجموعة تتضمن : ستربتوميسين ، نيوميسين ، كاناميسين ، أميكاسين ، جنتاميسين ، توبراميسين ، سيسيوميسين و نتيلميسين و آخرين.
الأمينوجليكوزيدات تستخدم على نطاق واسع ضد البكتيريا الداخلية سالبة الجرام. خصوصاً في حالات تلوث الدم البكتيري و التلوث البكتيري ، في تركيبة مع الفانكومايسين أو بنيسيلين لعلاج إلتهاب الغشاء الداخلى للقلب أو لعلاج السل.
الجنتاميسين هو الأقدم لذلك هو أكثرهم دراسة من بين الأمينوجليكوزيدات.
الجنتاميسين ، التوبراميسين و الأميكاسين هم أكثر الأمينوجليكوزيدات استخداماً في الوقت الحاضر. النيوميسين و الكاناميسين يُحصر استخدامهما في الاستعمال السطحي أو الفمي هذه الأيام.

الخصائص العامة للأمينوجليكوزيدات :

1- الخصائص الفيزيائية الكيميائية : الأمينوجليكوزيدات تحتوي على حلقة هكسوزية ، تكون ستربتيدين في الستربتوميسين أو 2-ديوكسي ستربتامين في بقية الأمينوجليكوزيدات ، و يرتبط بها العديد من السكريات الأمينية بواسطة رابطة جليكوزيدية.
الأمينوجليكوزيدات تذوب في الماء و تكون ثابتة في محاليلها و هي أكثر فاعلية في الوسط القاعدي من فاعليتها في الوسط الحامضي.
الأمينوجليكوزيدات تُظهر تآزر في بعض الأحيان مع البيتالاكتامات أو الفانكومايسين في الإختبارات المعملية ، و في التركيبات يزيلون الكائنات المعدية أسرع من دواء واحد منهم بمفرده. و على الرغم من ذلك فإن لو كانت التركيزات عالية فإن الأمينوجليكوزيدات ترتبط بالبيتالاكتامات و تكون مركب و يتسبب ذلك بفقدان الفاعلية و لذلك لا يجب خلطهم معاً.

2- طريقة العمل : إن طريقة عمل الستربتوميسين تم دراستها أكثر يكثير من طرق عمل بقية الأمينوجليكوزيدات ، و لكن ربما جميعهم يعملون بطريقة متشابهة.
الأمينوجليكوزيدات يثبطون تخليق البروتين بطريقة لارجعية ، و لكن الآلية المحددة للفاعلية القاتلة للبكتيريا غير مدعمة بالأدلة حتى الآن.
يعبر الأمينوجليكوزيد الغلاف الخارجي بالإنتشار التلقائي عبر قنوات البورين. ثم يعبر الغلاف الخلوي عن طريق الإنتقال النشط إلى السيتوبلازم بعملية تعتمد على الأكسجين. التدرج الكهروكيميائي عبر الغلاف يعطي الطاقة اللازمة لهذه العملية و تدمج عملية النقل مع مضخة بروتينية.
الرقم الهيدروجيني المنخفض خارج الخلية ( يعني أن الوسط حامضي ) و الظروف اللاهوائية تمنع الإنتقال بإختزال التدرج الكهروكيميائي. من الممكن أن يتحسن النقل بوجود الأدوية التي تعمل على الجدار الخلوي مثل البنيسيلين و الفانكومايسين ؛ هذا التحسن من الممكن أن يفسر تآزر هذه المضادات الحيوية معاً.
بمجرد دخول الأمينوجليكوزيد الخلية ، يرتبط بالوحدة الفرعية 30س الخاصة ببروتينات ريبوسومية محددة ( الستربتوميسين يرتبط بالوحدة الفرعية 12 س ). الأمينوجليكوزيدات تثبط تخليق البروتين بواسطة ثلاث طرق :

أ - التداخل مع المركب البادئ لتكوين البيبتيد.
ب - تحفيز القراءة الخاطئة للحمض النووي آر.إن.إيه الرسول و ذلك يسبب ارتباط الأحماض الأمينية الخاطئة في سلسلة البيبتيد. و ينتج عن ذلك بروتينات عاطلة أو سامة.
ج - تكسير البولي سوم إلى مونوسومات عاطلة.

هذه التداخلات تحدث متزامنة قليلاً أو كثيراً ، و التأثير الكلي يكون مميت و لارجعي للخلية.

3- آليات المقاومة : تم التأكد من ثلاثة آليات أساسية للمقاومة

أ - الكائنات الدقيقة تنتج إنزيم ترانسفيريز أو إنزيمات تعطل الأمينوجليكوزيد عن طريق الأدينيللة ، الأستيللة أو الفسفرة. هذه هي الآلية الرئيسية للمقاومة في الحالات الطبية. إنزيمات الترانسفيريز سيتم مناقشتها لاحقاً.
ب - الدخول المعاق للأمينوجليكوزيد إلى الخلية. و من الممكن أن يكون راجع للجينات بمعنى إنه ناتج عن طفرة أو إلغاء بروتين بورين و بروتينات تدخل في النقل أو استمرار التدرج الكهروكيميائي ؛ أو يكون راجع إلى ظاهرة معينة بمعنى إنه يُنتج في ظروف نمو تكون خلالها عملية النقل المعتمدة على الأكسجين عاطلة.
ج - من الممكن أن يكون البروتين المستقبل على الوحدة الفرعية 30 س الريبوسومية تم إلغاءه أو تغيير نتيجة لطفرة.

4- حركية الدواء : الأمينوجليكوزيدات ضعيفة الإمتصاص للغاية من القناة الهضمية ؛ و نظرياً يتم إخراج كل الجرعة الفمية في البراز. و على الرغم من ذلك ، فإن الدواء يمكن أن يُمتص لو إنه هناط قرحة.
بعد الحقن العضلي ، الأمينوجليكوزيدات تُمتص جيداً ، و تعطي أعلى تركيزات في الدم خلال 30~90 دقيقة.
الأمينوجليكوزيدات تُعطى عادةً بالتسرب الوريدي على 30~60 دقيقة ؛ و بعد مرحلة إنتشار قصيرة ينتج تركيزات في الدم مطابقة لتلك التي تتبع الحقن العضلي.
و من المتعارف عليه منذ زمن إن الأمينوجليكوزيدات يتم استخدامها على ثلاثة جرعات منفصلة متساوية للمرضى الذين لديهم وظائف كلية طبيعية. و على الرغم من ذلك ، استخدام الأمينوجليكوزيد مرة واحدة يومياً يمكن أن يكون المفضل في بعض الحالات العلاجية.
الأمينوجليكوزيدات مركبات عالية القطبية التي لا تدخل الخلايا بسهولة. و لا يخترقوا الجهاز العصبي المركزي و لا العين. و لكن في حالة الإلتهاب النشط ، تركيزاتها في السائل المخي الشوكي تصل إلى 20% من مثيلاتها في الدم. و من الممكن أن تعدى هذه النسبة في حالة الإلتهاب السحائي في الأطفال حديثي الولادة.
الحقن في الغمد أو في البطين يكون مطلوباً لتحقيق مستويات تركيز عالية في السائل المخي الشوكي. تركيزات الأمينوجليكوزيدات لا تكون عالية في معظم الأنسجة ، ماعدا القشرة البولية ، حتى بعد استعمالها بالحقن.
التركيزات في معظم الإفرازات تكون أيضاً متواضعة ؛ فمثلاً في الصفراء ، يمكن أن تصل التركيزات إلى 30% من مثيلاتها في الدم.
الإنتشار في السائل الزلالي أو سائل غشاء الرئة يمكن أن ينتج عنه تركيزات 50~90% من مثيلاتها في البلازما مع الاستخدام الممتد.
يتم إخراج الأمينوجليكوزيدات بواسطة الكلية ، و يتناسب الإخراج طردياً مع إفراز الكرياتينين. عمر النصف في الدم 2~3 ساعات ، و يزيد إلى 24~48 ساعة في المرضى الذين يعانون من ضعف شديد في وظائف الكلى.
الأمينوجليكوزيدات يتم إزالتها فقط بصورة جزئية و غير منتظمة بواسطة تحليل الدم ــــ على سبيل المثال ، 40~60% من الجنتاميسين ــــ و يكون التحليل البريتوني أقل فاعلية.
يجب ضبط الجرعة لتفادي تراكم الدواء. و تسمم المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى. سواء عن طريق تثبيت مقدار جرعة الدواء و زيادة الفترات بين الجرعات أو العكس ؛ تقليل مقدار الجرعة و تثبيت الفترات بين الجرعات.
لقد تم عمل الرسومات البيانية و المعادلات بالتناسب مع مستويات الكرياتينين في الدم لضبط الجرعات أثناء العلاج. و أبسط معادلة يُقسم فيها الجرعة ( محسوبة على اساس وظائف الكلى الطبيعية ) على كمية الكرياتينين في الدم. و لذلك ، فإن مريض وزنه 60 كجم و لديه وظائف كلى طبيعية يمكنه أن يتناول 300 مجم في اليوم من الجنتاميسين ( أعلى جرعة يومية 5 مجم/كجم ) ، بينما مريض وزنه 60 كجم مستوى الكرياتينين في دمه 3 مجم/د.ل. ينبغي أن يتناول 100 مجم/يوم.
و لكن هذا الإسلوب لم يأخذ في الحسبان العمر و جنس المريض و هما عاملات اساسيان مؤثران في إفراز الكرياتينين بدون أن ينعكس ذلك بالضرورة كتغيير في تركيز الكرياتينين في الدم. مادام أن إفراز الأمينوجليكوزيدات يتناسب طردياً مع إفراز الكرياتينين ، و يوجد طريقة أفضل لتحديد جرعة الأمينوجليكوزيد و هي قياس إفراز الكرياتينين بمعادلة كروفت - جولت.
الجرعة اليومية للأمينوجليكوزيد يتم حسابها عن طريق ضرب أقصى جرعة يومية بحاصل قسمة إخراج الكرياتينين المعين على إفراز الكرياتينين في الشخص الطبيعي. على سبيل المثال ، 120 مل/دقيقة هي قيمة إخراج الكرياتينين في ذكر بالغ صغير السن وزنه 70 كجم. و بالنسبة لأمرأة عمرها 60 عاماً و تزن 60 كجم و تبلغ كمية الكرياتينين في دمها 30 مجم/د.ل. تكون جرعة الجنتاميسين المضبوطة تقريباً 50 مجم/يوم و هي نصف الجرعة الناتجة عن استخدام المعادلة البسيطة التي لا تأخذ في الحسبان العمر و جنس المريض.
و هناك تنوع كبير بين الأفراد في مستويات تركيز الأمينوجليكوزيد في الدم في المرضى الذين لديهم نفس قيم إفراز الكرياتينين و لذلك فإنه من اللازم و الواجب ، خصوصاً عند استخدام جرعات عالية لأكثر من مجرد أيام قليلة أو عندما يحدث تغيير سريع في وظائف الكلى ، قياس مستويات الدواء في الدم لتجنب التسمم الحاد. عند العلاج التقليدي بجرعات مرتين أو ثلاثة مرات يومياً ، يجب تحديد أعلى مستويات تركيز عن طريق عينات دماء تسحب بعد تناول الجرعة بـ 30~60 دقيقة و كذلك عن طريق تعيين تركيزات الدواء من عينة تُأخذ قبل الجرعة التالية مباشرة.

5- الآثار الجانبية : كل الأمينوجليكوزيدات تسبب تسمم للأذن و الكلى. و تزيد فرص التعرض لتسمم الأذن و الكلى عندما يكون العلاج مستمر لأكثر من 5 أيام ، و عند تعاطي جرعات أعلى ، في كبار السن ، و في حالة ضعف وظائف الكلى.
الاستعمال المتزامن مع مدر للبول يعمل على اللوب مثل فيوروسميد و حمض إسثاكريسك أو مع دواء مضاد للميكروبات مسمم لكلى مثل الفانكومايسين أو أمفوتريبسين يمكن أن يزيد إحتمالية تسمم الكلى و يجب تجنب ذلك إذ أمكن.
تسمم الأذن يمكن أن تظهر كتلف سمعي ينتج عنه طنين و فقدان سماع الأصوات ذات التردد العالي مبدئياً ؛ أو تلف في دهليز الأذن ، يستدل عليه من الدوار ، الإضطراب و فقدان التوازن.
تسمم الكلى ينتج عنه إرتفاع مستويات الكرياتينين أو قلة إفراز الكرياتينين ، على الرغم من أم المؤشر الأولي عادة يكون إرتفاع في مستويات تركيز الأمينوجليكوزيد.
النيوميسين ، الكاناميسين و الأميكاسين هم الأكثر تسبباً في تسمم الأذن. النيوميسين و التوبراميسين و الجنتاميسين هم الأكثر تسبباً في تسمم الكلى.
في الجرعات العالية جداً ، الأمينوجليكوزيدات يمكن أن تسبب تأثير مماثل لتأثير الكيورار مع إغلاق عصبي عضلي الذي يسبب شلل تنفسي. و هذا الشلل يمكن علاجه بواسطة جلوكونات الكالسيوم ( يعطى في الحال ) أو نيوستجمين. الحساسية المفرطة تحدث أحياناً.

6- الاستخدامات الطبية : الأمينوجليكوزيدات أغلب استخداماتها ضد البكتيريا الداخلية سالبة الجرام ، خصوصاً عندما تكون العينة المعزولة مقاومة للأدوية و عندما يكون هناك اشتباه في تلوث بكتيري. و يتم استخدام الجليكوزيدات يصفة دائمة تقريباً في تركيبة مع مضاد حيوي بيتالاكتامي لزيادة مجال الفاعلية ليتضمن كائنات معدية موجبة الجرام و لإضافة ميزة التآزر بين طائفتين مختلفتين من الأدوية.
تركيبات البنيسيلين و الأمينوجليكوزيدات تستخدم أيضاً لتحقيق فاعلية مضادة للبكتيريا في علاج إلتهاب الغشاء الداخلي للقلب الذي تسببه بكتيريا إنتيروكوكاي و لتقليل فترة علاج نفس الإلتهاب الذي تسببه ستربتوكوكاي أو ستافيلوكوكاي فيريدنس.
إختيار أي أمينوجليكوزيد و أي جرعة يجب أن تُستخدم يعتمد بصورة على العدوى التي تُعالج و مقدار حساسية العينة المعزولة.

الأربعاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧

طريقة عمل المضادات الحيوية المثبطة لتخليق البروتين البكتيري


هذه المضادات الحيوية تقوم بتثبيط تخليق البروتين على المستوى الريبوسومي. الكلورامفينيكول ، الماكروليدات ، الكلينداميسين و الستربتوجرامينات يرتبطون بالمواقع القريبة على الوحدة الفرعية 50 س الخاصة بالحمض النووي الريبوسومي آر.إن.إيه 70 س. و قد أُثبت بالتجربة و الملاحظة أن الكلورامفينيكول يتنافس لمنع إرتباط الماكروليدات أو الكلينداميسين و العكس.
الكلورامفينيكول يغلق ارتباط شق الأمينوآسيل الخاص بجزئ آر.إن.إيه الناقل المُحمل بموقع استقباله على مركب آر.إن.إيه الرسول الريبوسومي. إن ارتباط آر.إن.إيه الناقل بكودونه لا يتأثر لكن فشل مجموعة الأمينوآسيل بالإشتباك بطريقة سليمة مع موقع الاستقبال يمنع تفاعل نقل البيبتيد الذي يحفزه إنزيم بيبتديل ترانسفيريز.
البيبتيد في موقع المانح على المركب الريبوسومي لا يُنقل إلى حمضه النووي ، و بذلك يقف تخليق البروتين.
الماكروليدات ، الكلينداميسين و الستربتوجرامينات ب لا تمنع تفاعل النقل بين المانح - المستقبِل ولكن تمنع نقل آر.إن.إيه الرسول المُحمل بالبيبتيد من موقع المُستقبِل إلى موقع المانح. و لذلك فإن جزئ آر.إن.إيه الناقل القادم و المُحمل بالحمض الأميني الذي يجب إضافته لسلسلة الأحماض الأمينية لا يمكنه الاتصال بموقع المُستقبِل لأنه محتل أساساً بـ آر.إن.إيه ناقل آخر و يتوقف تخليق البروتين.
التيتراسيكلين ترتبط بـ آر.إن.إيه الريبوسومي 30 س على الموقع الذي يغلق مباشرة ارتباط الـ آر.إن.إيه التاقل المُحمل بالحمض الأميني بموقع المُستقبِل على مركب آر.إن.إيه الرسول الريبوسومي.
إختلاف الحساسية بين الخلايا البكتيرية و خلايا الثديات من الممكن تفسيرها على أساس اختلاف المواقع المُستهدفة. فخلايا الثديات تحتوي على آر.إن.إيه ريبوسومي 80 س الذي لا يرتبط بالكلورامفينيكول. الميتوكوندريا ، التي من المرجح إنها مشتقة من بكتيريا تكافلية أكتسبت مقاومة في الخلايا الثديية ، تحتوي على آر.إن.إيه ريبوسومي 70 س.
إن انقطاع تكوين نخاع العظام المرتبط باستعمال الكلورامفينيكول من المرجح أن سببه هو تثبيط وظيفة الميتوكوندريا الريبوسومية. و من المثير للإهتمام ، أن التتراسيكلين يمكنه منع تخليق البروتين في الخلايا الثديية و لكن آليه إخراج نشط ، تشبه تلك التي تستخدمها البكتيريا المقاومة للتتراسيكلين ، تمنع تراكم الدواء في الخلايا.

الجمعة، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٧

الأوكسازولادينونات


اللينزوليد هو عضو من الأوكسازولادينونات ، التي هي طائفة جديدة من مضادات الميكروبات المخلقة ، و هو فعال ضد الكائنات موجبة الجرام و تتضمن الستافيلوكوكاي ، الستربتوكوكاي ، الإنتيروكوكاي ، المكورات اللاهوائية موجبة الجرام و العصويات موجبة الجرام مثل الكورينيبكتيريا و الليستيريا مونوسيتوجينيس.
اللينزوليد هو ، بصورة مبدئية ، كابح للبكتيريا ماعدا الستربتوكوكاي التي يقتلها. و يظهر فاعلية متوسطة في الإختبارات المعملية ضد ميوكوبكتيريّم تيوبركلوزيز.
اللينزوليد يمنع تخليق البروتين عن طريق منع تكوين المركب الريبوسومي الذي يبدأ تخليق البروتين. و بسبب موقع إرتباطه الفريد ، الذي يقع على أر إن إيه الريبوسومي 23 س الخاص بالوحدة الفرعية 50 س ، لا يوجد هناك مقاومة متداخلة بينه و بين الأدوية الآخرى.
اللينزوليد له توافر حيوي فمي عالي و كذلك عمر نصف يصل 4 إلى 6 ساعات. و هو مُصى به فقط لعلاج العدوى التي تسببها إ فيشيّم المقاومة للفانكومايسين ؛ و كذلك العدوى الآخرى التي تسببها كائنات مقاومة للعديد من الأدوية.

الستربتوجرامينات

كينوبريستين - دالفوبريستين ( سينرسيد ؛ رب59500 سابقاً ) هو تركيبة من ستربتوجرامينِّين إثنين - الكينوبريستين ، ستربتوجرامين ب ، و الدالفوبريستين ، ستربتوجرامين أ - بنسبة 70:30 .
هذا الدواء يكون قاتل للبكتيريا لمعظم الكائنات ماعدا إنتيروكوكس فيشيَّم ، التي تُقتل ببطء. و يكون له تأثير ممتد بعد الاستعمال ( يصل إلى 10 ساعات لـ س ايريّس ) الذي من الممكن أن يفسر فاعليته الممتدة ضد البكتيريا على الرغم من القصر النسبي لعمر نصف الدواء الأصلي.
الكينوبريستين - الدالفوبريستين فعال ضد المكورات موجبة الجرام. متضمنة سلالات الستربتوكوكاي المقاومة ضد العديد من الأدوية ، سلالات س نومينياي المقاومة للبنيسيلين ، سلالات الستافيلوكوكاي المقاومة و كذلك السلالات الحساسة للمثيسيلين و إ فيشيَّم ( و لكن ليس إ فيكاليس ). أقل تركيز للتثبيط هو 1 مليجرام/مل أو أقل.
المقاومة ترجع إلى تغيير في موقع إرتباط الكينوبريستين ( مقاومة الماكروليد - اللينكوساميد - الستربتوجرامين ب ) ، التعطيل الإنزيمي للدافلوبريستين ، أو الضخ للخارج.
الكينوبريستين لا يحفز مقاومة ( الماكروليد - اللينكوساميد - الستربتوجرامين ب ) ضده ، و لكنه لا يقتل بعض السلالات التي تنتج إنزيم الميثيلاز و لكن يتم تثبيط هذه السلالات بواسطة الكينوبريستين - الدالفوبريستين.
الكينوبريستين - الدالفوبريستين يُحقن بالوريد بجرعة 7,5 مجم/كجم كل 8~12 ساعة. أعلى تركيز بالدم بعد الإنتشار الوريدي لـ 7,5 مجم/كجم خلال 60 دقيقة يصل إلى 3 مليجرام/مل للكينوبريستين و 7 مليجرام/مل للدالفوبريستين.
الكينوبريستين و الدالفوبريستين يتم آيضهم بسرعة ، مع أعمار نصف 85, و 7, ساعة على التوالي. يتم اخراج 75% من الدواء و نواتج آيضه عن طريق البراز. و يخرج أقل من 20% عن طريق البول. لا يلزم ضبط الجرعة في حالة الفشل الكلوي ، التحليل البريتوني أو تحليل الدم.
المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكبد من الممكن أن لا يتقبلوا الدواء بالجرعات العادية و لكن بسبب زيادة المساحة تحت منحنى التركيز لكل من الدواء الأصلي و نواتج آيضه ، يجعل من الضروري تقليل الجرعة إلى 7,5 مجم/كجم كل 12 ساعة أو 5 مجم/كجم كل 8 ساعات في بعض المرضى.
الكينوبريستين و الدالفوبريستين لا يتم آيضهم بواسطة إنزيمات السيتوكروم ب 450 و لكنهم يثبطون إنزيم سي واي بي 3 إيه 4 ، الذي يآيض الوارفارين ، الديازيبام ، استميزول ، تيرفينادين ، سيزابريد ، مثبطات إنزيم الترانسكريبتيز الرجعي عديمة النواة و السيكلوسبورين. و من بين كل هذه الأدوية سالفة الذكر ، يجب تقليل جرعة السيكلوسبورين عند تعاطيه مع الكينوبريستين - الدالفوبريستين.
الكينوبريستين - الدالفوبريستين يُوصى به لعلاج العدوى التي تسببها سلالات إ فيشيّم المقاومة للفانكومايسين و لكن ليس لسلالات إ فيكاليس التي تقاوم الفانكومايسين داخلياً. و ذلك ربما يرجع إلى أن آليه مقاومتها هي دفع المواد للخارج.
الكينوبريستين - الدالفوبريستين من الممكن أن يُوصى به أيضاً لعلاج تلوث الدم البكتيري أو عدوى الجهاز التنفسي التي تسببها ستافيلوكوكاي و ستربتوكوكاي مقاومة للميثيسيلين أو سلالات س نومينياي حساسة أو مقاومة للبينيسيلين.
الأسباب التي تؤدي إلي تسممات خطيرة هي حوادث متعلقة بالتسرب ، مثل الألم في موضع إبرة التسرب و متلازمة الألم العضلي - المفصلي.

الأحد، ١٦ سبتمبر ٢٠٠٧

الكلينداميسين


الكلينداميسين هو مُشتق من اللينكوميسين عن طريق الاستبدال بالكلورين، و هو مضاد حيوي مُطَوَّر من ستربتوميسيس لينكولنينسيس.
اللينكوميسين ، على الرغم من تركيبه الكيميائي المختلف ، يماثل الإريثروميسين في الفاعلية ، و لكنه سام و لا يُستخدم الآن.

الفاعلية ضد البكتيريا :

الستربتوكوكاي ، الستافيلوكوكاي و النوموكوكاي يتم تثبيطهم بواسطة الكلينداميسين بتركيز 5,~5 مليجرام/مل. الانتيروكوكاي و الكائنات الهوائية سالبة الجرام تكون مقاومة للكلينداميسين ( على النقيض من حساسيتها للإريثروميسين ). أنواع البكتيرويدات و اللاهوائيات الآخرى ، سواء سالبة أو موجبة الجرام ، تكون حساسة عادة.
الكلوستريديّم ديفيسيل ، و هي سبب قوي لإلتهاب جدار القولون الزائف ، تكون مقاومة.
الكلينداميسين ، مثل الإريثروميسين ، يمنع تخليق البروتين عن طريق منع تكوين المركبات البادئة و كذلك منع تفاعلات نقل سلالة الأمينوآسيل. موقع إرتباط الكلينداميسين على الوحدة الفرعية 50 س للريبوسوم البكتيري هو نفسه موقع إرتباط الإريثروميسين.
المقاومة ضد الكلينداميسين ، التي تدل عموماً على المقاومة المتداخلة مع الماكروليدات الآخرى ، ترجع إلى :

1- طفرة في موقع الاستقبال الريبوسومي.
2- تغيير في المُستقبِل عن طريق إنزيم ميثيلاز ( راجع المقاومة ضد الإريثروميسين ).
3- تعطيل إنزيمي للكلينداميسين.

الأنواع الهوائية سالبة الجرام تكون مقاومة داخلياً بسبب ضعف نفاذية الغلاف الخارجي.

حركية الدواء :

الاستعمالات الفمية للكلينداميسين ، 15,~3, جرام كل 6 ساعات ( 15~20 مجم/كجم/يوم للأطفال ) ، يعطي مستويات تركيز في الدم 2~3 مليجرام/مل.
عند الاستعمال بالوريد ، 600 مجم من الكلينداميسين كل 8 ساعات يعطي مستويات تركيز 5~15 مليجرام/مل. 90% من الدواء يرتبط ببروتين الدم. الإخراج يتم عن طريق الكبد ، الصفراء و البول. الكلينداميسين يخترق جيداً معظم الأنسجة ، ماعدا المخ و السائل المخي الشوكي اللذان هما استثناءان مهمان. الكلينداميسين يخترق جيداً الدمامل و يُخذ و يُركز بنشاط بواسطة الخلايا البلعمية.
يتم آيض الكلينداميسين بواسطة الكبد ، و كلا الدواء النشط و نواتج الآيض النشطة يخرجان في الصفراء. عمر النصف 2,5 ساعة تقريباً في الأفراد العاديين ، و يزيد إلى 6 ساعات في المرضى الذين يعانون من إحتباس البول. لا حاجة إلى ضبط الجرعة في حالة الفشل الكلوي.

الاستعمالات الطبية :

أهم وصف على الإطلاق للكلينداميسين هو علاج العدوى اللاهوائية الخطيرة التي تسببها البكتيرويدات و اللاهوائيات الآخرى التي تشارك في العدوى المختلطة.
الكلينداميسين ، أحياناً في تركيبة مع الأمينوجليكوزيد أو السيفالوسبورين ، يُستخدم في علاج الجروح النافذة في البطن و الأمعاء ؛ العدوى التي تنشأ في المجرى التناسلي الإنثوي مثل : تلوث الإجهاض و خراج الحوض ؛ ذات الرئة الزفيرية.
الكلينداميسين يُوصى به الآن بدلاً من الإريثروميسين للوقاية من إلتهاب الغشاء الداخلي للقلب في المرضى الذين يعانون من مرض في صمام القلب و يجرون عملية معينة في الأسنان.
الكلينداميسين زائد البريماكين يكونا معاً بديل فعال للترايميثوبريم - سلفا ميثوكسازول لعلاج ذات الرئة التي تسببها نوموسيستيس كاريني متوسطة أو متوسطة الخطورة في مرضى نقص المناعة المُكتسبة ( إيدز ).
الكلينداميسين يتم استخدامه أيضاً في تركيبة مع بيّريميثامين لعلاج توكسوبلازما المخ المرتبطة بمرض نقص المناعة المُكتسبة.

الأعراض الجانبية :

الأعراض الجانبية الشائعة هي الإسهال ، الغثيان و طفح الجلد. ضعف وظائف الكبد ( مع أو بدون يرقان ) و ندرة خلايا النيتروفيل تحدث أحياناً. الإسهال الحاد و إلتهاب القولون الداخلي يحدث بعد استعمال الكلينداميسين. إلتهاب القولون المرتبط بالمضادات الحيوية الذي يظهر بعد استعمال الكلينداميسين و أدوية آخرى يكون سببه ك ديفيسيل مُسمِمة.
هذا التضاعف الذي من المحتمل أن يكون مميت ، يجب التعرف عليه فوراً و معالجتها بالميترونيدازول ، 500 مجم بالفم أو بالوريد 3 مرات يومياً ( العلاج المفضل ) أو الفانكومايسين ، 125 مجم بالفم 4 مرات يومياً ( مرغوب أقل بسبب إنتشار مقاومة الإنتيروكوكاي للفانكومايسين ). من الممكن حدوث إنتكاسة.
التنوع في الشيوع الموضعي للـ ك ديفيسيل من الممكن أن يفسر الإختلافات الكبيرة في حدوث إلتهاب القولون المرتبط بالمضادات الحيوية.
لسبب غير معروف ، الأطفال حديثي الولادة الذين يُعطون الكلينداميسين من الممكن أن تستوطن فيهم ك ديفيسيل مُسمِمة بدون حدوث إلتهاب قولوني.

الأربعاء، ١٢ سبتمبر ٢٠٠٧

الكيتوليدات


الكيتوليدات هي ماكروليدات شبه مخلقة ، حلقية ذات 14 ضلع ، و تختلف عن الإريثروميسين بإحلال مجموعة 3-كيتو على السكر المتعادل ل-كلادينوز.
واحد أو أكثر من الكيتوليدات تحت الإختبار ( مثل ABT-773 ، HMR-3647 ) من الممكن أن يكونوا في الأسواق للاستعمال الطبي. فهم فعالون في الإختبارات المعملية خارج الجسم ضد :

س بيوجينيس
س نومينياي
س إيريس
هـ انفلونزا
موراكسيلا كتارياليس
ميوكوبلازما
أنواع الليجيونيلا
أنواع الكلاميديا
هليليوبكتر بيلوري
ن جونوريا
بالكتيروّيديس فراجيليس
ت جوندي
الميوكوبكتيريا غير المسببة للسل

الأزيثروميسين

الأزيثروميسين هو مركب حلقي ماكروليدي لاكتوني مكون من 15 ذرة ، مُشتَق من الإريثروميسين باضافة نيتروجين ميثيلي على حلقة الإريثروميسين اللاكتونية. مجال فاعليته و استخداماته الطبية تكون مطابقة نظرياً لتلك الخاصة بالكلاريثروميسين.
الأزيثروميسين يكون أقل فاعلية بقليل من الإريثروميسين و الكلاريثروميسين ضد الستافيلوكوكاي و الستربتوكوكاي و لكنه أكثر فاعلية بقليل ضد هـ انفلونزا. الأزيثروميسين يكون فعال جداً ضد الكلاميديا.
الأزيثروميسين يختلف بصورة أساسية عن الإريثروميسين و الكلاريثروميسين في خواص حركية الدواء ، فجرعة 500 مجم من الأزيثروميسين ينتج عنها تركيزات منخفضة نسبياً تقدر بـ 4, مليجرام/مل تقريباً. و على الرغم من ذلك فإن الأزيثروميسين يخترق معظم الأنسجة ( ما عدا السائل المخي الشوكي ) و كذلك يخترق الخلايا البلعمية ( الفاجوسيتيك ) بصورة فائقة ، مع تركيزات في الأنسجة تتعدى تركيزاته في الدم بـ 10 إلى 100 ضعف. الدواء يفرز ببطء من الأنسجة ( عمر النصف في الأنسجة 2~4 أيام ) و ينتج عن ذلك إن عمر نصف الإزالة يقترب من 3 أيام. هذه الخصائص الفريدة تسمح بتناوله مرة يومياً و تُقصِر من مدة العلاج في العديد من الحالات. على سبيل المثال ، فجرعة واحدة تبلغ 1 جرام من الأزيثروميسين تكون بنفس فاعلية 7 أيام من العلاج بالدوكسي سيكلين لأمراض إلتهاب العنق الكلاميدي و إلتهاب المبال الكلاميدي. ذات الرئة المُعدية يمكن معالجتها بالأزيثروميسين و تُعطى 500 مجم كجرعة تحميل ثم 250 مجم مرة واحدة يومياً لمدة 4 أيام.
الأزيثوميسين يُمتص بسرعة و يُتقبل جيداً بالفم. يجب أن يُستعمل قبل الأكل بساعة أو بعد الأكل بساعتين. مضادات الحموضة التي تحتوي على الألمونيوم أو الماغنيسيوم لا تغير من التوافر الحيوي و لكنها تأخر الامتصاص و تقلل من التركيزات العليا في الدم. و لأن عدد أضلاع حلقته اللاكتونية 15 ( و ليس 14 ضلع ) ، الأزيثروميسين لا يعطل إنزيمات السيتوكروم ب-450 و لذلك فهو لا يسبب تداخلات دوائية مثل الإريثروميسين و الكلاريثروميسين.

الجمعة، ٧ سبتمبر ٢٠٠٧

الكلاريثروميسين

الكلاريثروميسين مُشتق من الإريثروميسين بإضافة مجموعة ميثيل و ذلك حَسَن من ثباته في الوسط الحامضي و إمتصاصه بعد تناوله بالفم بالمقارنة مع الإريثروميسين.
طريقة عمله هي بالضبط طرقة عمل الإريثروميسين.
الكلاريثروميسين و الإريثروميسين متطابقان نظرياً بالنظر إلى الفاعلية ضد البكتيريا باستثناء إن الكلاريثروميسين أكثر فاعلية ضد مركب ميوكوبكتريّم أفيوم. الكلاريثروميسين لديه فاعلية أيضاً ضد م لِيبرا و توكسوبلازما جوندي. الستربتوكوكاي و الستافيلوكوكاي المقاومة للإريثروميسين تكون مقاومة أيضاً للكلاريثروميسين.
جرعة 500 مجم تعطي تركيز بالدم يبلغ 2~3 مليجرام/مل.
عمر النصف الطويل للكلاريثروميسين ( 6 ساعات ) مقارنة مع الإريثروميسين يسمح بتناوله مرتين يومياً. الاستعمال المُوصَى به هو 250~500 مجم مرتين يومياً.
الكلاريثروميسين يخترق معظم الأنسجة جيداً بتركيزات تعادل أو تتجاوز تركيزاته بالدم.
الكلاريثروميسين يتآيض في الكبد ، و ناتج الآيض الأبرز هو 14-هيدروكسي كلاريثروميسين ، الذي لديه فاعلية ضد البكتيريا أيضاً. يُزال جزء من الدواء النشط و ناتج الآيض في البول ، و تقليل الجرعة ( على سبيل المثال ، 500 مجم كجرعة تحميل ، ثم 250 مجم مرة أو مرتين يومياً ) يكون مُوصَى به للمرضى الذين يكون لديهم إخراج الكرياتينين أقل من 30 مل/ثانية. الكلاريثروميسين لديه تداخلات دوائية مماثلة لتلك الخاصة بالإريثروميسين.
إن مميزات الكلاريثروميسين بالمقارنة مع الإريثروميسين هي قلة شيوع عدم القابلية المعوية و قلة عدد مرات الاستعمال. باستثناء الكائنات التي ذُكرَتْ بالآعلى ، كلا المضادان الحيويان متشابهان جداً علاجياً و تفضيل آحدهما على الآخر يعتمد على التكلفة ( الكلاريثروميسين يكون الأغلى عادة ) و يعتمد على القابلية.

الأربعاء، ٥ سبتمبر ٢٠٠٧

الإريثروميسين

التركيب الكيميائي:

التركيب الكيميائي العام للإريثروميسين هو حلقة ماكروليد مع سكريات الديسوسامين و الكلادينوز.
الإريثروميسين شحيح الذوبان في الماء ( 1,%) و بكنه يذوب في المذيبات العضوية. محاليله تكون معقولة الثبات في درجة 4 مئوية و لكنها تفقد فاعليتها بسرعة في درجة 20 مئوية في الوسط الحامضي.
الإريثروميسينات يتم تحضيرها كإسترات أو أملاح متنوعة.

الفاعلية ضد البكتيريا :

الإريثروميسين فعال ضد الكائنات موجبة الجرام ، خصوصاً النوموكوكاي ، الستربتوكوكاي و الكورنيبكتيريا. و ذلك عندما يكزن تركيزه في البلازما 2,~2 مليجرام/مل.
هذه البكتيريا حساسة للإريثروميسين :
الميوكوبلازما
الليجيونيلا
الكلاميديا تراكوماتيس
ك سيتاسي
الهيليكوبكتر
الليستريا
بعض الميوكوبكتيريا ( ميوكوبكتيريّم كانساسي و ميوكوبكتيريّم سكروفولاشيّم )
الكائنات سالبة الجرام مثل :
أنواع النيسيريا
البورديتيلا بيرتوسيس
البارتونيلا هينسيلا
ب كينتانا ( العامل المُسبب لمرض خربشة القطة و الورم الوعائي الباسيلاري )
بعض أجناس الريكيتسيا
التريبونيما باليدوم
أنواع الكامبيلوبكتر

بينما تكون الهيموفيليس انفلونزا أقل حساسية قليلاً.
إن الآلية المضادة للبكتيريا للإريثروميسين من الممكن أن تكون مثبطة أو قاتلة للبكتيريا ، خصوصاً في التركيزات العالية ، للكائنات الحساسة. الفاعلية تتعزز في الوسط القلوي.
تثثبيط تخليق البروتين يحدث عن طريق الإرتباط بـ آر.إن.إى الريبوسومي 50س. تخليق البروتين يُثبط لأن تفاعلات نقل السلسلة الأمينوأسيلية و تكوين المركبات البادئة يتم وقفها.

المقاومة :

المقاومة ضد الإريثروميسين تكون عادة مُشفرة بواسطة بلازميد.
هناك ثلاثة آليات للمقاومة تم التعرف عليها :

1- النفاذية الضعيفة لغلاف الخلية أو الإخراج النشط.
2- إنتاج ( بواسطة الإنتيروبكترياس ) لإنزيمات إيستيراز مُحلل للماكروليدات.
3- تغيير تركيب موقع الإرتباط الريبوسومي ( الذي يطلق عليها الحماية الريبوسومية ) عن طريق طفرة كروموسومية أو تُحفز بوجود الماكروليد أو عن طريق ميثيلاز أساسي.
الإخراج و إنتاج الميثيلاز هما السببان الرئيسيان للمقاومة في معظم الحالات في الكائنات موجبة الجرام. المقاومة المتداخلة تكون كاملة بين الإريثروميسين و الماكروليدات الآخرى. إنتاج الميثيلاز الأساسي يفسر المقاومة ضد المركبات المختلفة في التركيب الكيميائي و لكنها متشابهة في آلية العمل مثل الكلينداميسين و الستربتوجرامين ب ( التي يطلق عليها مقاومة ماكروليد - لينكوزاميد - ستربتوجرامين أو MLS-type B ) التي تتشارك نفس موضع الإرتباط الريبوسومي.
و لأن المركبات غير الماكروليدية مُحفزات ضعيفة لإنتاج الميثيلاز ، الإختبارات المعملية للسلالات التي تنتج الميثيلاز تظهر إنها حساسة للمركبات غير الماكروليدية. و على الرغم من ذلك ، فإن الطفرات الرئيسية المُقاوِمة يمكن إنتقاؤها و تظهر المقاوَمة خلال العلاج بالكلينداميسين.

حركية الدواء :

الإريثروميسين يتكسر بواسطة حمض المعدة و لذلك يجب أن يُستعمل بغلاف معوي. الطعام يمنع الإمتصاص.
الستيّاريت و الإسترات تكون مقاومة للوسط الحامضي بدرجة معقولة و تكون جيدة الإمتصاص إلى حد ما.
الملح اللاريلي للإستر البروبيونيلي للإريثروميسين ( إستولات الإريثروميسين ) هو أفضل تحضيرات الإريثروميسين إمتصاصاً. الاستعمال بالفم لإثنين جرام يومياً ينتج عنه تركيز 2 مليجرام/مل سواء لقاعدة الإريثروميسين أو الإستر المرتبط به. و على الرغم من ذلك ، فإن قاعدة الإريثروميسين هي الفعالة ضد البكتيريا و ليس الإستر. و تركيزه يكون ثابت بغض النظر عن التركيبة. إن جرعة لاكتوبيونات الإريثروميسين من 500 مجم تُعطَى وريدياً تعطِي تركيز دم 10 مليجرام/مل بعد ساعة من الاستعمال.
إن عمر النصف في الدم 1,5 ساعة تقريباً في الشخص العادي و يصل إلى 5 ساعات في المرضى الذين يعانون من إنقطاع البول. ضبط الجرعة لمرضى الفشل الكلوي غير مهم. الإريثروميسين لا يمكن إزالته عن طريق تحليل الدم. كميات كبيرة من الجرعة المُعطاه تُخرج عن طريق الصفراء و تُفقد في البراز ، و فقط 5% تخرج في البول.
الدواء المُمتص يتوزع علي نطاق واسع باستثناء المخ و السائل المخي الشوكي. الإريثروميسين يُلتهم عن طريق خلايا الدم البيضاء متععدة الأشكال النووية و عن طريق الماكروفاج. و هو يعبر المشيمة و يصل للجنين.

الاستعمالات الطبية :

الإريثروميسين هو الدواء المفضل إختياره في عدوى الكورنيبكتيريا ( الديفتيريا ، التلوث الكورنيبكتيري و الأريثراما ) ، في عدوى الكلاميديا التنفسية ، للأطفال حديثي الولادة ، الرمدية أو التناسلية. و كذلك يُفضل إختياره في علاج ذات الرئة المُعدية لأن مجال فاعليته يتضمن النوموكوكاي ، الميوكوبلازما و الليجيونيلا. الإريثروميسين يكون مفيداً كبديل للبنيسيلين في المرضى الحساسين للبنيسيلين عندما يصابون بأمراض تسببها الستافيلوكوكاي ( عندما تكون العينة المعزولة حساسة ) ، الستربتوكوكاي أو النوموكوكاي.
ظهور مقاومة ضد الإريثروميسين في سلالات الستربتوكوكاي المجموعة أ أو النوموكوكاي ( خصوصاً النوموكوكاي المُقاوِمة للبنيسيلين ) جعلت الماكروليدات أقل جاذبية كأدوية الملجأ الأول لعلاج إلتهاب البلعوم ، عدوى الجلد و الأنسجة الرقيقة و ذات الرئة.
الإريثروميسين يُوصى به كوقاية من إلتهاب الغشاء الداخلي للقلب آثناء عمليات الأسنان في الأفراد الذين يعانون من مرض في صمام القلب ، على الرغم من أن الكلينداميسين ، الذي يمكن تقبله أكثر ، حل محل الإريثروميسين على نطاق واسع.
على الرغم من أن إستولات الإريثروميسين هي أفضل الأملاح إمتصاصاً ، و لكنها تحمل أعظم مخاطرة للتعرض للآثار الجانبية و لذلك فأملاح الستيّاريت أو السكسينات من الممكن أن تكون المفضلة.
إن الاستعمال الفمي لقاعدة الإريثروميسين ، ملح الستيّاريت أو الإستولات يكون 25,~5, جرام كل 6 ساعات و 40 مجم/كجم/يوم للأطفال. استعمال إيثيل سكسينات الإريثروميسين يكون 4,~6, جرام كل 6 ساعات. قاعدة الإريثروميسين بالفم ( 1 جرام ) تكون مشتركة آحياناً مع النيوميسين بالفم أو الكاناميسين كمستحضرات تُأخذ قبل عمليات القولون.
استعمال جلوسيبتات أو لاكتوبيونات الإريثروميسين بالوريد يكون 5,~1 جرام كل 6 ساعات للبالغين و 20~40 مجم/كجم/يوم للأطفال. الجرعات الأعلى يُصى بها عند علاج ذات الرئة التي تسببها سلالات الليجيونيلا.

الآثار الجانبية :

1- التأثير على القناة الهضمية : سوء التغذية ، غثيان ، ترجيع و إسهال عادةً ما تصاحب الاستعمال الفمي. عدم القابلية المعوية ، التي ترجع إلى التهيّج المباشر لحركة الأمعاء ، هو أحد أكثر الأسباب الشائعة لقطع استخدام الإريثروميسين و استبداله بمضاد حيوي آخر.
2- تسمم الكبد : الإريثروميسينات ، خصوصاً ملح الإستولات ، يمكن أن يسبب تليف كبدي حاد مع ركود الصفراء ( حمى ، يرقان و ضعف وظائف الكبد ) ، و من الممكن أن يكون ذلك بسبب تفاعلات حساسية مفرطة. معظم المرضى يشفون من ذلك ، و لكن تليف الكبد يحدث إذا تم استعماله مرة آخرى. تفاعلات الحساسية الآخرى تتضمن : حمى ، قلة خلايا اللإيزينوفيل و طفح جلدي.
3- التداخلات مع الأدوية الآخرى : نتائج آيض الإريثرويسين يمكن أن تثبط إنزيمات سيتوكروم ب-450 و لذلك تزيد تركيزات العديد من الأدوية مثل الثيوفيللين ، مضادات التجلط الفمية ، السيكلوسبورين و ميثيل البريدنيزولون. الإريثروميسين يزيد تركيزات الديجوكسين الفمي عن طريق زيادة توافره العضوي.

الماكروليدات

الماكروليدات هي مجموعة من المركبات قريبة الشبة من بعضها البعض تتسم بحلقة لاكتونية دائرية كبيرة ( عادة ما تحتوي على 14 أو 16 ذرة ) يرتبط بها سكريات ديوكسية. إن الدواء النمطي للمجموعة ، الإريثروميسين ، الذي يتكون من شقين سكريين مرتبطين بحلقة لاكتونية تتكون من 14 ذرة ، تم الحصول عليه سنة 1952 من الستربتوميسيس إريثريس. الكلاريثروميسين و الأزيثروميسين هما مشتقان شبة مخلقان من الإريثروميسين.