الجمعة، ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٧

مقدمة الأمينوجليكوزيدات

الأمينوجليكوزيدات هي مجموعة من المضادات الحيوية القاتلة للبكتيريا تم الحصول عليها بصورة أساسية من العديد من أجناس الستربتوميسيس و تتشارك في الخواص الكيميائية ، الخواص المضادة للميكروبات ، الخواص السمية و الخواص الطبية.
هذه المجموعة تتضمن : ستربتوميسين ، نيوميسين ، كاناميسين ، أميكاسين ، جنتاميسين ، توبراميسين ، سيسيوميسين و نتيلميسين و آخرين.
الأمينوجليكوزيدات تستخدم على نطاق واسع ضد البكتيريا الداخلية سالبة الجرام. خصوصاً في حالات تلوث الدم البكتيري و التلوث البكتيري ، في تركيبة مع الفانكومايسين أو بنيسيلين لعلاج إلتهاب الغشاء الداخلى للقلب أو لعلاج السل.
الجنتاميسين هو الأقدم لذلك هو أكثرهم دراسة من بين الأمينوجليكوزيدات.
الجنتاميسين ، التوبراميسين و الأميكاسين هم أكثر الأمينوجليكوزيدات استخداماً في الوقت الحاضر. النيوميسين و الكاناميسين يُحصر استخدامهما في الاستعمال السطحي أو الفمي هذه الأيام.

الخصائص العامة للأمينوجليكوزيدات :

1- الخصائص الفيزيائية الكيميائية : الأمينوجليكوزيدات تحتوي على حلقة هكسوزية ، تكون ستربتيدين في الستربتوميسين أو 2-ديوكسي ستربتامين في بقية الأمينوجليكوزيدات ، و يرتبط بها العديد من السكريات الأمينية بواسطة رابطة جليكوزيدية.
الأمينوجليكوزيدات تذوب في الماء و تكون ثابتة في محاليلها و هي أكثر فاعلية في الوسط القاعدي من فاعليتها في الوسط الحامضي.
الأمينوجليكوزيدات تُظهر تآزر في بعض الأحيان مع البيتالاكتامات أو الفانكومايسين في الإختبارات المعملية ، و في التركيبات يزيلون الكائنات المعدية أسرع من دواء واحد منهم بمفرده. و على الرغم من ذلك فإن لو كانت التركيزات عالية فإن الأمينوجليكوزيدات ترتبط بالبيتالاكتامات و تكون مركب و يتسبب ذلك بفقدان الفاعلية و لذلك لا يجب خلطهم معاً.

2- طريقة العمل : إن طريقة عمل الستربتوميسين تم دراستها أكثر يكثير من طرق عمل بقية الأمينوجليكوزيدات ، و لكن ربما جميعهم يعملون بطريقة متشابهة.
الأمينوجليكوزيدات يثبطون تخليق البروتين بطريقة لارجعية ، و لكن الآلية المحددة للفاعلية القاتلة للبكتيريا غير مدعمة بالأدلة حتى الآن.
يعبر الأمينوجليكوزيد الغلاف الخارجي بالإنتشار التلقائي عبر قنوات البورين. ثم يعبر الغلاف الخلوي عن طريق الإنتقال النشط إلى السيتوبلازم بعملية تعتمد على الأكسجين. التدرج الكهروكيميائي عبر الغلاف يعطي الطاقة اللازمة لهذه العملية و تدمج عملية النقل مع مضخة بروتينية.
الرقم الهيدروجيني المنخفض خارج الخلية ( يعني أن الوسط حامضي ) و الظروف اللاهوائية تمنع الإنتقال بإختزال التدرج الكهروكيميائي. من الممكن أن يتحسن النقل بوجود الأدوية التي تعمل على الجدار الخلوي مثل البنيسيلين و الفانكومايسين ؛ هذا التحسن من الممكن أن يفسر تآزر هذه المضادات الحيوية معاً.
بمجرد دخول الأمينوجليكوزيد الخلية ، يرتبط بالوحدة الفرعية 30س الخاصة ببروتينات ريبوسومية محددة ( الستربتوميسين يرتبط بالوحدة الفرعية 12 س ). الأمينوجليكوزيدات تثبط تخليق البروتين بواسطة ثلاث طرق :

أ - التداخل مع المركب البادئ لتكوين البيبتيد.
ب - تحفيز القراءة الخاطئة للحمض النووي آر.إن.إيه الرسول و ذلك يسبب ارتباط الأحماض الأمينية الخاطئة في سلسلة البيبتيد. و ينتج عن ذلك بروتينات عاطلة أو سامة.
ج - تكسير البولي سوم إلى مونوسومات عاطلة.

هذه التداخلات تحدث متزامنة قليلاً أو كثيراً ، و التأثير الكلي يكون مميت و لارجعي للخلية.

3- آليات المقاومة : تم التأكد من ثلاثة آليات أساسية للمقاومة

أ - الكائنات الدقيقة تنتج إنزيم ترانسفيريز أو إنزيمات تعطل الأمينوجليكوزيد عن طريق الأدينيللة ، الأستيللة أو الفسفرة. هذه هي الآلية الرئيسية للمقاومة في الحالات الطبية. إنزيمات الترانسفيريز سيتم مناقشتها لاحقاً.
ب - الدخول المعاق للأمينوجليكوزيد إلى الخلية. و من الممكن أن يكون راجع للجينات بمعنى إنه ناتج عن طفرة أو إلغاء بروتين بورين و بروتينات تدخل في النقل أو استمرار التدرج الكهروكيميائي ؛ أو يكون راجع إلى ظاهرة معينة بمعنى إنه يُنتج في ظروف نمو تكون خلالها عملية النقل المعتمدة على الأكسجين عاطلة.
ج - من الممكن أن يكون البروتين المستقبل على الوحدة الفرعية 30 س الريبوسومية تم إلغاءه أو تغيير نتيجة لطفرة.

4- حركية الدواء : الأمينوجليكوزيدات ضعيفة الإمتصاص للغاية من القناة الهضمية ؛ و نظرياً يتم إخراج كل الجرعة الفمية في البراز. و على الرغم من ذلك ، فإن الدواء يمكن أن يُمتص لو إنه هناط قرحة.
بعد الحقن العضلي ، الأمينوجليكوزيدات تُمتص جيداً ، و تعطي أعلى تركيزات في الدم خلال 30~90 دقيقة.
الأمينوجليكوزيدات تُعطى عادةً بالتسرب الوريدي على 30~60 دقيقة ؛ و بعد مرحلة إنتشار قصيرة ينتج تركيزات في الدم مطابقة لتلك التي تتبع الحقن العضلي.
و من المتعارف عليه منذ زمن إن الأمينوجليكوزيدات يتم استخدامها على ثلاثة جرعات منفصلة متساوية للمرضى الذين لديهم وظائف كلية طبيعية. و على الرغم من ذلك ، استخدام الأمينوجليكوزيد مرة واحدة يومياً يمكن أن يكون المفضل في بعض الحالات العلاجية.
الأمينوجليكوزيدات مركبات عالية القطبية التي لا تدخل الخلايا بسهولة. و لا يخترقوا الجهاز العصبي المركزي و لا العين. و لكن في حالة الإلتهاب النشط ، تركيزاتها في السائل المخي الشوكي تصل إلى 20% من مثيلاتها في الدم. و من الممكن أن تعدى هذه النسبة في حالة الإلتهاب السحائي في الأطفال حديثي الولادة.
الحقن في الغمد أو في البطين يكون مطلوباً لتحقيق مستويات تركيز عالية في السائل المخي الشوكي. تركيزات الأمينوجليكوزيدات لا تكون عالية في معظم الأنسجة ، ماعدا القشرة البولية ، حتى بعد استعمالها بالحقن.
التركيزات في معظم الإفرازات تكون أيضاً متواضعة ؛ فمثلاً في الصفراء ، يمكن أن تصل التركيزات إلى 30% من مثيلاتها في الدم.
الإنتشار في السائل الزلالي أو سائل غشاء الرئة يمكن أن ينتج عنه تركيزات 50~90% من مثيلاتها في البلازما مع الاستخدام الممتد.
يتم إخراج الأمينوجليكوزيدات بواسطة الكلية ، و يتناسب الإخراج طردياً مع إفراز الكرياتينين. عمر النصف في الدم 2~3 ساعات ، و يزيد إلى 24~48 ساعة في المرضى الذين يعانون من ضعف شديد في وظائف الكلى.
الأمينوجليكوزيدات يتم إزالتها فقط بصورة جزئية و غير منتظمة بواسطة تحليل الدم ــــ على سبيل المثال ، 40~60% من الجنتاميسين ــــ و يكون التحليل البريتوني أقل فاعلية.
يجب ضبط الجرعة لتفادي تراكم الدواء. و تسمم المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى. سواء عن طريق تثبيت مقدار جرعة الدواء و زيادة الفترات بين الجرعات أو العكس ؛ تقليل مقدار الجرعة و تثبيت الفترات بين الجرعات.
لقد تم عمل الرسومات البيانية و المعادلات بالتناسب مع مستويات الكرياتينين في الدم لضبط الجرعات أثناء العلاج. و أبسط معادلة يُقسم فيها الجرعة ( محسوبة على اساس وظائف الكلى الطبيعية ) على كمية الكرياتينين في الدم. و لذلك ، فإن مريض وزنه 60 كجم و لديه وظائف كلى طبيعية يمكنه أن يتناول 300 مجم في اليوم من الجنتاميسين ( أعلى جرعة يومية 5 مجم/كجم ) ، بينما مريض وزنه 60 كجم مستوى الكرياتينين في دمه 3 مجم/د.ل. ينبغي أن يتناول 100 مجم/يوم.
و لكن هذا الإسلوب لم يأخذ في الحسبان العمر و جنس المريض و هما عاملات اساسيان مؤثران في إفراز الكرياتينين بدون أن ينعكس ذلك بالضرورة كتغيير في تركيز الكرياتينين في الدم. مادام أن إفراز الأمينوجليكوزيدات يتناسب طردياً مع إفراز الكرياتينين ، و يوجد طريقة أفضل لتحديد جرعة الأمينوجليكوزيد و هي قياس إفراز الكرياتينين بمعادلة كروفت - جولت.
الجرعة اليومية للأمينوجليكوزيد يتم حسابها عن طريق ضرب أقصى جرعة يومية بحاصل قسمة إخراج الكرياتينين المعين على إفراز الكرياتينين في الشخص الطبيعي. على سبيل المثال ، 120 مل/دقيقة هي قيمة إخراج الكرياتينين في ذكر بالغ صغير السن وزنه 70 كجم. و بالنسبة لأمرأة عمرها 60 عاماً و تزن 60 كجم و تبلغ كمية الكرياتينين في دمها 30 مجم/د.ل. تكون جرعة الجنتاميسين المضبوطة تقريباً 50 مجم/يوم و هي نصف الجرعة الناتجة عن استخدام المعادلة البسيطة التي لا تأخذ في الحسبان العمر و جنس المريض.
و هناك تنوع كبير بين الأفراد في مستويات تركيز الأمينوجليكوزيد في الدم في المرضى الذين لديهم نفس قيم إفراز الكرياتينين و لذلك فإنه من اللازم و الواجب ، خصوصاً عند استخدام جرعات عالية لأكثر من مجرد أيام قليلة أو عندما يحدث تغيير سريع في وظائف الكلى ، قياس مستويات الدواء في الدم لتجنب التسمم الحاد. عند العلاج التقليدي بجرعات مرتين أو ثلاثة مرات يومياً ، يجب تحديد أعلى مستويات تركيز عن طريق عينات دماء تسحب بعد تناول الجرعة بـ 30~60 دقيقة و كذلك عن طريق تعيين تركيزات الدواء من عينة تُأخذ قبل الجرعة التالية مباشرة.

5- الآثار الجانبية : كل الأمينوجليكوزيدات تسبب تسمم للأذن و الكلى. و تزيد فرص التعرض لتسمم الأذن و الكلى عندما يكون العلاج مستمر لأكثر من 5 أيام ، و عند تعاطي جرعات أعلى ، في كبار السن ، و في حالة ضعف وظائف الكلى.
الاستعمال المتزامن مع مدر للبول يعمل على اللوب مثل فيوروسميد و حمض إسثاكريسك أو مع دواء مضاد للميكروبات مسمم لكلى مثل الفانكومايسين أو أمفوتريبسين يمكن أن يزيد إحتمالية تسمم الكلى و يجب تجنب ذلك إذ أمكن.
تسمم الأذن يمكن أن تظهر كتلف سمعي ينتج عنه طنين و فقدان سماع الأصوات ذات التردد العالي مبدئياً ؛ أو تلف في دهليز الأذن ، يستدل عليه من الدوار ، الإضطراب و فقدان التوازن.
تسمم الكلى ينتج عنه إرتفاع مستويات الكرياتينين أو قلة إفراز الكرياتينين ، على الرغم من أم المؤشر الأولي عادة يكون إرتفاع في مستويات تركيز الأمينوجليكوزيد.
النيوميسين ، الكاناميسين و الأميكاسين هم الأكثر تسبباً في تسمم الأذن. النيوميسين و التوبراميسين و الجنتاميسين هم الأكثر تسبباً في تسمم الكلى.
في الجرعات العالية جداً ، الأمينوجليكوزيدات يمكن أن تسبب تأثير مماثل لتأثير الكيورار مع إغلاق عصبي عضلي الذي يسبب شلل تنفسي. و هذا الشلل يمكن علاجه بواسطة جلوكونات الكالسيوم ( يعطى في الحال ) أو نيوستجمين. الحساسية المفرطة تحدث أحياناً.

6- الاستخدامات الطبية : الأمينوجليكوزيدات أغلب استخداماتها ضد البكتيريا الداخلية سالبة الجرام ، خصوصاً عندما تكون العينة المعزولة مقاومة للأدوية و عندما يكون هناك اشتباه في تلوث بكتيري. و يتم استخدام الجليكوزيدات يصفة دائمة تقريباً في تركيبة مع مضاد حيوي بيتالاكتامي لزيادة مجال الفاعلية ليتضمن كائنات معدية موجبة الجرام و لإضافة ميزة التآزر بين طائفتين مختلفتين من الأدوية.
تركيبات البنيسيلين و الأمينوجليكوزيدات تستخدم أيضاً لتحقيق فاعلية مضادة للبكتيريا في علاج إلتهاب الغشاء الداخلي للقلب الذي تسببه بكتيريا إنتيروكوكاي و لتقليل فترة علاج نفس الإلتهاب الذي تسببه ستربتوكوكاي أو ستافيلوكوكاي فيريدنس.
إختيار أي أمينوجليكوزيد و أي جرعة يجب أن تُستخدم يعتمد بصورة على العدوى التي تُعالج و مقدار حساسية العينة المعزولة.

ليست هناك تعليقات: