الاثنين، ٢٧ أغسطس ٢٠٠٧

الكلورامفينيكول


تم فصل الكلورامفينيكول لأول مرة سنة 1947 من ستربتوميسيس فينزويلا. تم تخليقه سنة 1949 ليصبح أول مضاد حيوي مُخلق بالكامل و ذو أهمية و مُنتج للاستهلاك التجاري. و لكن هذه الأهمية اضمحلت بظهور مضادات حيوية أكثر آماناً و فاعلية إلي درجة إن استخدامه أصبح نادراً و إقتصر علي البلدان النامية.
الكلورامفينيكول المتبلر هو مركب متعادل و ثابت ، يذوب في الكحول و لكنه ضعيف الذوبان في الماء. سكسينات الكلورامفينيكول ، الذي يستخدم للحقن ، عالى الذوبان في الماء. فهو يتحلل داخل الجسم و يطلق الكلورامفينيكول الحر.

الفاعلية ضد الكتيريا :

الكلورامفينيكول مثبط فعال لتخليق البروتين البكتيري فهو يرتبط بالوحدة الفرعية 50 س الخاصة بالريبوسوم البكتيري. إنه يثبط خطوة نقل سلسلة البيبتيد في تخليق البروتين.
الكلورامفينيكول هو مضاد حيوي كابح للبكتيريا واسع المجال فعال ضد الهوائيات و اللاهوائيات موجبة الجرام و الكائنات سالبة الجرام. و هو فعال ضد ريكيتسي و لكنه غير فعال ضد الكلاميديا.
معظم البكتيريا موجبة الجرام تُثبط بتركيزات 1~10 مليجرام/مل ، و العديد من البكتيريا سالبة الجرام تُثبط بتركيزات 2,~5 مليجرام/مل.
الهيموفيليس انفلونزا ، نيسيريا منينجيتيديس و بعض سلالات البكتريودات حساسة جداً و بالنسبة لهم الكلورامفينيكول يكون قاتل.
من الممكن أن تظهر مقاومة ضعيفة من التجمعات الكبيرة لخلايا بكتيرية حساسة للكلورامفينيكول بإنتقاء طفرات أقل نفاذية للدواء. الأهمية الطبية لهذه المقاومة ترجع إلي إنتاج إنزيم كلورامفينيكول اسيتيل ترانسفيريز ، المُشفر ببلازميد و الذي يعطل الدواء.

حركية الدواء :

الجرعة المُعتادة للكلورامفينيكول هى 50~100 مجم/كجم/يوم. و بعد التناول بالفم ، الكلورامفينيكول المتبلر يُمتص بسرعة و بالكامل. جرعة فمية من 1 جرام تنتج مستوي تركيز بالدم يتراوح ما بين 10 و 15 مليجرام/مل. بالميتات الكلورامفينيكول هي طليعة دواء يتحلل في الأمعاء و يتحرر الكلورامفينيكول. التركيبة الحقنية ، سكسينات الكلورامفينيكول ، تحرر الكلورامفينيكول عن طريق التحلل المائي ، و تعطي تركيزات في الدم أقل إلى حد ما من الجرعة الفمية.
بعد الامتصاص ، الكلورامفينيكول يتوزع نظرياً على كل الأنسجة و سوائل الجسم متضمناً الجهاز العصبي المركزي و السائل المخي الشوكي إلى حد أن تركيز الكلورامفينيكول في أنسجة المخ قد يساوى تركيزه بالدم. يخترق الدواء أغشية الخلايا.
يتم تعطيل الدواء أما بالارتباط بحمض الجلوكورونيك ( في الكبد بصورة رئيسية ) و أما بالإختزال إلي الأمين الأريلي الخامل. إخراج الكلورامفينيكول النشط ( 10% من الجرعة الكلية ) و نواتج التحلل الخاملة ( 90% من المجموع ) يتم عن طريق البول. كمية صغيرة من الدواء النشط تخرج في المرارة أو البراز. الجرعة الرئيسية من الكلورامفينيكول لا تحتاج أن تتغير في حالة ضعف وظائف الكلى ، و لكنها يجب أن تُخفض في حالة الفشل الكبدي.
الإطفال المولودة حديثاً أقل من أسبوع و الإطفال قبل البلوغ يُخرجون الكلورامفينيكول بصورة ضعيفة و يجب تقليل الجرعة إلة 25 مجم/كجم/يوم.

الاستخدامات الطبية :

بسبب سميته المحتملة ، المقاومة البكتيرية و الأدوية الآخرى المُتاحة مثل السيفالوسبورينات ، تم هجر الكلورامفينيكول كدواء رئيسي - أي يصل للدم.
من الممكن أن يُعتبر كعلاج للعدوى الريكيتيسية الخطرة مثل التيفوس ، حمي جبل روكي المبقعة ، للأطفال الذين التتراسيكلين مُضر لهم أي الأطفال أقل من 8 سنوات.
هو بديل للمضادات الحيوية البيتالاكتامية لعلاج إلتهاب سحائي بكتيري تسببه سلالة نوموكوكس أو منينجوكوكس مقاومة للبنيسيلين في مرضي لديهم حساسية مفرطة رئيسية من البنيسيلينات. الجرعة هى 50~100 مجم/كجم/يوم على أربعة جرعات منفصلة.
الكلورامفينيكول يُستخدم أحياناً ظاهرياً في علاج عدوى العين لمجال فاعليته الواسع ضد البكتيريا و لإختراقه لأنسجة العين و سائل العين. الكلورامفينيكول غير فعال في عدوى الكلاميديا.

الآثار الجانبية :

1- الإضطربات المعوية : البالغون يعانون أحياناً من غثيان ، ترجيع و إسهال. و هذا نادر في الأطفال. عدوى الكانديدا الفمية أو المهبلية من الممكن أن تحدث لتغيرات في الفلورا البكتيرية.

2- إضطربات نخاع العظام : الكلورامفينيكول عموماً يسبب تثبيط إرتجاعي لإنتاج كرات الدم الحمراء مرتبط بالاستخدام بجرعات تتجاوز 50 مجم/كجم/يوم بعد 1~2 أسبوع.
فقر الدم اللاتنسجي هو نتيجة نادرة الحدوث بسبب تناول الكلورامفينيكول بأي طريق. فهو تفاعل تحسسي ذاتي لا علاقة له بالاستخدام ، على الرغم من إنه كثير الحدوث مع فترات الاستخدام الطويلة ، و هو يميل إلى أن يكون لا إرتجاعي و يمكن أن يكون مميت. فقر الدم اللاتنسجي يحدث في مريض من كل 24~40 ألف مريض تناولوا الكلورامفينيكول.

3- السمية للأطفال حديثى الولادة : الأطفال حديثى الولادة يفتقدون آلية فعالة للإرتباط بحمض الجلوكورونيك لتكسير و إبطال سمية الكلورامفينيكول. و نتيجة لذلك ، عندما يتناول الأطفال جرعة أعلى من 50 مجم/كجم/يوم ، من الممكن أن يتراكم الدواء و يسبب متلازمة الطفل الرمادي مع ترجيع ، استرخاء ، برودة ، لون رمادي ، صدمة و هبوط. لتجنب هذا الآثر السام ، الكلورامفينيكول يجب أن يستخدم بحذر في الأطفال و تحدد الجرعة بـ 50 مجم/كجم/يوم في الأطفال غير الناضجين.

4- التداخل مع الأدوية الآخرى : الكلورامفينيكول يُثبط إنزيمات الكبد الميكروسومية التي تمثل معظم الأدوية. عمر النصف يزيد ، و تركيزات الفينيتوين ، تولبوتاميد ، كلوربروباميد و الوارفارين ترتفع في الدم.
مثل مثبطات تخليق البروتين الآخرى الكابحة للبكتيريا ، الكلورامفينيكول يعمل ضد المضادات الحيوية القاتلة مثل البنيسيلينات و الأمينوجليكوزيدات.

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

شكرا كتير على الموضوع الرائع
وفق الله
تحيات صيدلانية

Unknown يقول...

احسنت