الجمعة، ٣١ أغسطس ٢٠٠٧

التتراسيكلينات



التتراسيكلينات هو مجموعة كبيرة من الأدوية تتشابه في الفاعلية و التركيب الكيميائي. الكلوتتراسيكلين ، الذي تم فصله من ستربتومَيّسيس إيروفاشيّنس ، ظهر سنة 1948. الأوكسي تتراسيكلين ، المُشتق من ستربتومَيّسيس رَيموزيز ، ظهر سنة1950. التتراسيكلين ، الذي تم الحصول عليه بالنزع المُحَفّز للهيدروجين من الكلورتتراسيكلين ، أصبح متوافراً سنة 1953. الديميكلوسيكلين تم الحصول عليه بنزع الميثيل من الكلورتتراسيكلين.

التركيب الكيميائي :

كل التتراسيكلينات لها تركيب كيميائي أساسي. التتراسيكلينات الحرة هي مواد متبلرة متذبذبة شحيحة الذوبان. التتراسيكلينات متوافرة في صورة أملاح

هيدروكلوريد الأكثر ذوباناً ، محاليلها تكون حمضية و تكون ثابتة باستثناء محلول الكلورتتراسيكلين.
التتراسيكلينات خالبة للأيونات المعدنية ثنائية التكافئ و تتداخل مع امتصاصهم و فاعليتهم.
الجليسلسيكلينات هي مُشتقات جليسيل - أميدية مُخلّقَة من المينوسيكلين. هذه التعديل في التركيب الكيميائي ينتج مركبات لا تتأثر بأهم آليتين لمقاومة
التتراسيكلين : الحماية الريبوسومية و الإخراج النشط. و لذلك ، هذه المركبات تكون فعالة ضد الهوائيات و اللاهوائيات موجبة و سالبة الجرام سواء كانوا حساسين أو مقاومين للتتراسيكلين ، مع أقل تركيز مُثبط بمعدل 25,~5, مليجرام/مل.
الجليسيلسيكلينات غير متوافرة الآن للاستخدام الطبي و لكنهن مرشحات للتطوير الدوائي.

الفاعلية ضد البكتيريا :

التتراسيكلينات هي مضادات حيوية واسعة المجال تثبط تخليق البروتين . هن كابحات للبكتيريا للعديد من البكتيريا موجبة و سالبة الجرام ، متضمنة الهوائيات ، الريكيتسيات ، الكلاميديات ، الميكوبلازمات و الأشكال ل ، و كذلك يكن فعالات ضد بعض البروتوزوات مثل الأميبييات.

فاعلية معظم التتراسيكلينات المُضادة للبكتيريا تكون متشابهة ماعدا أن السلالات المقاومة للتراسيكلين من الممكن أن تكون حساسة للمونوسيكلين ، الذي يُنقل ببطء بواسطة المضخة المسئولة عن المقاومة. الفروق في الفاعلية العلاجية تكون طفيفة و ترجع بصورة كبيرة إلى طرق الامتصاص ، التوزيع و إخراج كل دواء.
التتراسيكلينات تدخل الكائنات الدقيقة جزئياً عن طريق الإنتشار و جزء آخر عن طريق عملية إنتقال نشط تعتمد على الطاقة . الخلايا الحساسة تركز الدواء داخل
الخلية. و بمجرد دخوله ، يقوم التتراسيكلين بالإرتباط رجعياً بالوحدة الفرعية 30 س الخاصة بالريبوسوم البكتيري و يُغلق إرتباط آر.إن.إي الناقل المرتبط بسلسلة الأمينو أسيل بالموقع المُستقبل على آر.إن.إي الرسول المرتبط بالمركب الريبوسومي و هذا يمنع إضافة الأحماض الأمينية للبيبتيد النامي.

المقاومة :

آليات المقاومة ضد التتراسيكلين تم وصفهم على إنهم :

1- قلة تراكم الدواء داخل الخلية و هذا يرجع إلى دخول ضعيف أو إخراج زائد عن طريق مضخة بروتينية نشطة.

2- حماية ريبوسومية و ترجع إلى إنتاج بروتينات تمنع إرتباط التتراسيكلين بالريبوسوم.

3- الإبطال الإنزيمي لفاعلية التتراسيكلينات.

أهم آلية مقاومة هي إنتاج مضخة إخراج. إن المضخة البروتينية يتم تشفيرها على بلازميد و يمكن أن تٌنقل عن طريق النقل بالطاقة أو الإقتران. و لإن هذه البلازميدات تشفر جينات مقاومة ضد أدوية آخرى مثل الأمينوجليكوزيدات ، السلفوناميدات و الكلورامفينيكول ، فإن مقاومة التتراسيكلين تكون مؤشر على مقاومة العديد من الأدوية الآخرى.

حركية الدواء :

التتراسيكلينات تختلف في امتصاصها بعد تناولها بالفم و في إزالتها من الجسم. الإمتصاص بعد التناول بالفم يكون 30 % تقريباً بالنسبة للكلوراتتراسيكلين ، 60~70% للتتراسيكلين ، أوكسي تتراسيكلين ، ديميكلوسيكلين و الميثاسيكلين. و يكون 95~100% للدوكسي سيكلين و المينوسيكلين. يبقي جزء من الجرعة الفمية للتراسيكلين في تجويف القناة الهضمية ، و هذا الجزء من التتراسيكلين يغير من الفلورا البكتيرية ، و يخرج في البراز.
الامتصاص يحدث في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة و يَضعف في وجود الطعام - ماعدا الدوكسي سيكلين و المينوسيكلين - و كذلك يضعف في وجود الكاتيونات ثنائية التكافؤ - الكالسيوم ، الماغنيسيوم و الحديد و كذلك الألمونيوم - و في وجود منتجات الألبان و مضادات الحموضة التي تحتوي على كاتيونات متعددة التكافؤات و كذلك يضعف امتصاص التتراسيكلين في الوسط القلوي.
محاليل التتراسيكلينات ذات البَفَرّ الخاص تُركب للاستعمال الوريدي. التتراسيكلينات نسب إرتباطها ببروتين الدم 40~80%.
الجرعات الفمية لـ 500 مجم من التتراسيكلين هيدروكلوريد أو الأوكسي تتراسيكلين كل 6 ساعات تعطي أعلى مستويات تركيز في الدم تبلغ 4~6 مليجرام/مل. جرعة 200 مجم من الدوكسي سيكلين أو المينوسيكلين تعطي أعلى مستويات تبلغ 2~4 مليجرام/مل.
الحقن الوريدي للتتراسيكلينات يعطي مستويات تركيز أعلى إلي حد ما و لكن مؤقتاً و ليس بصفة دائمة. التتراسيكلينات تتوزع على نطاق واسع في أنسجة و سوائل الجسم ماعدا السائل المخي الشوكي الذي تبلغ نسبة التركيز فيه 10~25% من نسبة التركيز في الدم.
المينوسيكلين يعطي مستويات عالية جداً في الدموع و اللعاب و هذه يجعله مفيداً لعلاج الإلتهاب السحائي في فترة الحضانة.
التتراسيكلينات تخترق المشيمة و تصل للجنين و كذلك تُفرز في لبن الرضاعة. و كنتيجة لكون التتراسيكلينات خالبة للكالسيوم ، تقوم بالارتباط بالعظام و الأسنان النامية وتدميرهما.
يقوم كل من الكربامَزِبين ، الفينيتوين ، الباربيتيورات و شرب الكحوليات المزمن بتقصير عمر نصف الدوكسي سيكلين بنسبة 50% عن طريق تحفيز الإنزيمات الكبدية التي تمثل الدواء.
التتراسيكلينات تخرج أساساً في أفرازات الصفراء و البول. تركيزاتها في الصفراء تتعدي تلك الموجودة في الدم بعشرة أضعاف. جزء من الدواء المُخرج في الصفراء يعاد امتصاصه من الأمعاء ( الدورة الدموية البابية الكبدية ) و يشارك في حفظ مستوى تركيزه بالدم.
10~50% من مختلف أنواع التتراسيكلينات تخرج في البول و يتم ذلك بصورة أساسية عن طريق الترشيح الكبيبي.
10~40% من الدواء في الجسم يخرج في البراز. الدوكسي سيكلين - علي النقيض من باقي التتراسيكلينات - يُزال من الجسم بآلية غير بولية ، و لا يتراكم بصورة كبيرة في حالة الفشل الكلوي ، و لا يحتاج إلي ضبط الجرعة و ذلك يجعله التتراسيكلين المُفضل إختياره في حالة ضعف وظائف الكلي.

التتراسيكلينات تُصنف :

1- قصيرة المفعول ( عمر النصف 6~8 ساعات ) : الكلوراتتراسيكلين ، التتراسيكلين و الأوكسي تتراسيكلين.

2- متوسطة المفعول ( عمر النصف 12 ساعة ) : الديميكلوسيكلين و الميثاسيكلين.

3- طويلة المفعول ( عمر النصف 12~18 ساعة ) : الدوكسي سيكلين و المينوسيكلين.

إن الامتصاص شبة الكامل و الإخراج البطئ للدوكسي سيكلين و المينوسيكلين يسمح بتعاطي جرعة واحدة يومياً.

الاستعمالات الطبية :

المضاد الحيوي التتراسيكليني يكون الدواء المفضل إختياره في علاج العدوى التي تسببها الميوكوبلازما نومينياي ، الكلاميديات ، الريكيتسيات و بعض السبيروشيتات. يتم استخدام التتراسيكلينات في تركيبة مع أدوية آخرى لعلاج قرحة المعدة أو الإثنى عشر التي تسببها الهيلوبكتر بيلوري.
من الممكن استعمال التتراسيكلينات في علاج العدوى التي تسببها بكتريا متنوعة موجبة و سالبة الجرام متضمنة عدوي الضمة ( الفيبريو ) ، و ذلك في حالة إذا كان الكائن الدقيق غير مقاوم.
في حالة الكوليرا ، التتراسيكلينات توقف انتشار الفيبريوات ، و لكن تظهر مقاومة للتراسيكلينات عندما تتحول الكوليرا إلي وباء.
التتراسيكلينات تظل فعالة في معظم عدوى الكلاميديا ، متضمنة الأمراض المُنتقلة جنسياً.
التتراسيكلينات لا يُنصح بها الآن لعلاج السيلان لظهور المقاومة ضدها.
المضاد الحيوي التتراسيكليني - عادة في تركيبة مع أمينوجليكوزيد - يُوصى بها لعلاج الطاعون ، التولاريميا و الحمى المالطية. التتراسيكلينات يتم استخدامها آحياناً في علاج الأمراض البروتوزوية ، مثل الأمراض التي ترجع إلى إنتاميبا هستوليتيكا أو البلازموديم فلاشيباريّم.
الاستخدامات الآخرى تتضمن حب الشباب ، تضاعف إلتهاب الرئة ، ذات الرئة المعدية ، مرض اللايم ، الحمى المنتكسة ، داء الشعيرات الدقيقة و بعض الأمراض الميوكوبكتيرية الغير تيوبركلوزيزية مثل ميوكوبكتيريّم مارينوم.
التتراسيكلينات كانت تُستخدم في السابق لعلاج العديد من الأمراض الشائعة ، و تتضمن إلتهاب المعدة و الأمعاء ، ذات الرئة ( غير ذات الرئة الميوكوبلازمي أو الكلاميدي ) ، عدوى المسالك البولية. و على الرغم من ذلك فإن العديد من سلالات البكتيريا التي تسبب هذه الأمراض آنفة الذكر مقاومة الآن ، و العديد من المضادات الحيوية الآخرى حلت محل التتراسيكلينات.
المينوسيكلين ، 200 مجم يومياً بالفم لمدة 5 أيام ، يستطيع أن يقضي على الالتهاب السحائي في فترة الحضانة ، و لكن بسبب الأعراض الجانبية و مقاومة العديد من سلالات المننجوكوكاي ، الريفامبين هو المُفضل.
الديميكلوسيكلين يُثبط تأثير ADH في الأنابيب البولية و قد تم استخدامه لعلاج الأفراز الطفيف للـ ADH أو البيبتيدات المشابهة بسبب سرطانات معينة.

1- الاستعمال بالفم : إن الجرعة الفمية للتراسيكلينات التي تفرز بسرعة ، مكافئة لتتراسيكلين هيدروكلوريد تكون 25,~5, جرام أربع مرات يومياً للكبار و 20~40 جرام/كجم/يوم للأطفال 8 سنوات أو أكبر.و بالنسبة للعدوى الرئيسية الخطيرة ، يتم وصف جرعة أعلى ، على الأقل في الأيام الأولي القليلة من العلاج.
الجرعة اليومية للديميكلوسيكلين أو الميثاسيكلين هي 600 مجم و الجرعة اليومية للدوكسي سيكلين 100 جرام مرة أو مرتين باليوم ، و للمينوسيكلين 100 جرام مرة أو مرتين باليوم.
الدوكسي سيكلين هو التتراسيكلين المُفضل إختياره لأنه يمكن استعماله مرة يومياً و لإن امتصاصه لا يتأثر بالطعام بصورة كبيرة. كل التتراسيكلينات خالبة للمعادن ولا واحد منهم يجب أن يُعطى مع اللبن ، مضادات الحموضة أو كبريتات الحديد.
لتجنب ترسبه على العظام أو الأسنان النامية ، التتراسيكلينات يجب تجنبها للسيدات الحوامل أو للأطفال تحت 8 سنوات.

2- الاستعمال بالحقن : العديد من التتراسيكلينات متاحة للحقن الوريدي بجرعات 1,~5, جرام كل 6~12 ساعة ( مثل الجرعات الفمية ) ، على حسب المضاد الحيوي. الحقن العضلي غير مستحب بسبب الآلم في موضع الحقن. الدوكسي سيكلين هو الدواء المفضل ، على جرعات 100 مجم كل 12~24 ساعة.

الآثار الجانبية :

تفاعلات الحساسية المفرطة - مثل الحمى عند تناول الدواء أو الطفح الجلدي - غير شائعة بعد تناول التتراسيكلينات. معظم الآثار الرجعية ترجع إلي سمية مباشرة للدواء أو تغيير في الفلورا البكتيرية.

1- الآثار الجانبية على القناة الهضمية :

غثيان ، ترجيع ، إسهال هي أكثر الأسباب شيوعاً لتوقف العلاج بالتتراسيكلين. هذه الآثار مرتبطة بالتهيج الموضعي لمسالك الأمعاء.
الغثيان ، سوء التغذية و الإسهال من الممكن التحكم فيهم عن طريق تناول الدواء مع الطعام أو مع الكاربوكسي سيليلوز ، تقليل جرعة الدواء أو إيقاف تناول الدواء.
التتراسيكلينات تغير الفلورا الطبيعية بتثبيط الكائنات الكاليفورمية الحساسة ، و النمو المفرط للسودومونس ، البروتس ، الستافيلوكوكاس ، الكاليفورم المقاومة للتتراسيكلينات ، الكلوستريديا و الكانديدا. و هذا يستطيع أن ينتج عنه اضطرابات في وظائف الأمعاء ، حكة شرجية ، عدوى كانديدا فمية أو مهبلية أو إلتهاب القولون مع صدمة تفضي للموت. إلتهاب القولون زائف الغشاء الذي تسببه الكلوستريديم ديفيسيل يجب علاجه بالميترونيدازول.

2- الهيكل العظمي الأسنان :

التتراسيكلينات ترتبط بالكالسيوم المترسب علي العظام و الأسنان المتكونة حديثاً في الأطفال الصغار. عندما يعطى الدواء آثناء الحمل ، يمكنها أن تترسب على أسنان الجنين و يؤدي إلي لمعان فسفوري للأسنان ، ضياع اللون و تآكل المينا. يمكنها أيضاً أن تترسب على العظام ، حيث من الممكن أن تسبب تشوية أو تثبيط نموها. إذا تم إعطاء الدواء للأطفال تحت 8 سنوات لفترة طويلة ، تغييرات مماثلة يمكن أن تحدث.

3- تسمم الكبد :

التتراسيكلينات يمكن أن تضر بوظيفة الكبد ، خصوصاً آثناء الحمل ، في المرضى الذين لديهم ضعف في وظائف الكبد أو عندما يُعطى وريدياً بجرعات عالية. تم النشر عن حالات تليّف كبدي بجرعات يومية من 4 جرام فأكثر وريدياً.

4- تسمم الكلى :

الحماض لأنبوبي البولي و الإصابات البولية الآخرى التي تسبب إحتباس النيتروجين ترتبط باستعمال مستحضرات التتراسيكلين القديمة. التتراسيكلينات التي تُعطى مع مُدر للبول يمكن أن تسبب إحتباس النيتروجين. التتراسيكلينات باستثناء الدوكسي سيكلين يمكن أن تتراكم لمستويات سامة في مرضى لديهم ضعف في وظائف الكلى.

5- تسمم الأنسجة الموضعي :

الحقن الوريدي يمكن أن يسبب تجلط وريدي. الحقن العضلي يسبب تهيج موضعي مؤلم و يجب تجنبه.

6- حساسية الضوء :

استعمال التتراسيكلين الرئيسي ، خصوصاً الديميكلوسيكلين ، يمكن أن يزيد الحساسية لضوء الشمس أو الضوء فوق البنفسجي ، خصوصاً في الأفراد ذوي البشرة الفاتحة.

7- التفاعلات الدهليزية ( Vestibular reactions ) :

الدوار ، الدوخة ، الغثيان و الترجيع تم ملاحظتهم بصورة خاصة مع استعمال الدوكسي سيكلين بجرعات أعلى من 100 مجم. و مع استعمال 200~400 مجم/يوم من المينوسيكلين ، 35~70% من المرضى سيعانون من هذه التفاعلات.

الآثار الجانبية و الإجتماعية لفرط الاستعمال :

الاستعمال واسع النطاق للتراسيكلينات للأمراض الطفيفة آدى إلى ظهور المقاومة حتى بين الأجناس التي كانت حساسة جداً في يوم من الأيام مثل النوموكوكاي ، الستافيلوكوكاي و المجموعة أ من الستربتوكوكاي.
التتراسيكلينات اُستخدمت على نطاق واسع في غذاء الحيوانات لزيادة النمو. و هذه الممارسة شاركت في الإنتشار المتزايد بإطراد لمقاومة التتراسيكلينات بين البكتيريا المعوية و البلازميدات التي تشفر جينات مقاومة كل التتراسيكلينات.

ليست هناك تعليقات: